الحرس الثوري يكشف عن ترسانة تحت الأرض ويهدد: أي نقطة انطلاق للعدوان ستصبح هدف النهاية

ترجمة: دنيا ياسر نورالدين 

تناولت صحيفة “وطن امروز” الإيرانية الأصولية في تقرير لها، الثلاثاء 13 مايو/أيار 2025، تصاعد القدرات العسكرية الإيرانية، خاصة في مجال الطائرات بدون طيار والمنشآت تحت الأرض، ويبرز رسائل ردع شديدة اللهجة من الحرس الثوري ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.

ذكرت الصحيفة أن الكشف عن المدن العسكرية تحت الأرض التابعة للحرس الثوري لا يتوقف. فقد تم الكشف عن موقع جديد تابع للقوة البحرية للحرس، وذلك بعد أن تم الكشف، خلال العام الماضي 2024، عن مدينة القوارب السريعة تحت الأرض، وكذلك عن مدينة الصواريخ التابعة للقوة البحرية.

وتابعت أن هذه المدن الصاروخية، كما صرح قادة الحرس مرارا، ليست سوى “قمة جبل الجليد البركاني” لمنظومة واسعة من المنشآت العسكرية تحت الأرض، الموزعة في كافة أنحاء إيران.

وقد أضاف اللواء أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية للحرس، أنه “حتى لو كنا نكشف عن مدينة صاروخية كل أسبوع، فلن نتمكن من عرض جميع هذه المنشآت حتى نهاية العام”.

عرض لقدرات طائرة “مهاجر 6” فوق حاملة الطائرات آيزنهاور

في هذا السياق، ذكرت الصحيفة أنه تم الكشف عن مخبأ ضخم مملوء بطائرات بدون طيار، تتمتع كل واحدة منها بقدرات مختلفة. وتضم المنظومة الجوية القتالية الاستطلاعية التابعة للقوة البحرية للحرس طائرات متوسطة وبعيدة المدى، منها “شاهد 129″، و”أبابيل 5″، و”مهاجر 6″، إضافة إلى طائرات عمودية تكتيكية.

وتابعت أن هذه المنظومة تتميز بغطاء جوي متعدد الطبقات يمكنها من مراقبة تحركات السفن الأمريكية والبريطانية وغيرها من الوحدات المنتشرة في المنطقة على مدار الساعة.

وأوضحت الصحيفة أن من بين الطائرات الحاضرة في هذا المخبأ كانت “مهاجر 6″، والتي نشرت مؤخرا صور أرسلتها هذه الطائرة أثناء تحليقها فوق حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور”. وتظهر هذه الصور، التي بثها الإعلام الرسمي تزامنا مع مراسم الكشف، سطح الحاملة الأمريكية بينما كانت الطائرات المقاتلة الأمريكية تهبط وتقلع منها.

وتابعت أنه بعد ساعات من المراقبة الدقيقة من قبل الطائرة، اقتربت مروحية تابعة للقوات الأجنبية من “مهاجر 6” والتقطت لها صورا. لكن السؤال المطروح:

وتساءلت: لماذا لم تنجح حاملة الطائرات “آيزنهاور” في رصد هذه الطائرة بعد ساعات من التحليق؟

وأردفت أن الإجابة تكمن في تصميم “مهاجر 6” وهيكلها المصنوع من الكربون، إلى جانب تزويدها بمنظومات قوية مضادة للحرب الإلكترونية، ما يجعل اكتشافها أمرا بالغ الصعوبة. وبالتالي، فإن رؤيتها لا تتم إلا بصريا ومن خلال الطائرات المروحية.

وأضافت أن الصور التي التقطتها الطائرات بدون طيار التابعة للحرس كشفت مؤخرا عن المسارات الدقيقة لمرور السفن الحربية الأمريكية، ورصدت مواقع طائرات الدعم التابعة لها بدقة عالية.

وتابعت أن هذا الأمر أثار اهتمام بعض الوسائل الإعلامية العسكرية الغربية، واعتبر دليلا واضحا على القدرات الاستخبارية العملياتية لإيران في واحدة من أكثر المناطق البحرية حساسية واكتظاظا في العالم.

وفي هذا السياق، أكد قائد القوة البحرية في الحرس الثوري أنه لا يمكن لأي تحرك أو نشاط عسكري في الخليج الفارسي أن يفلت من أعيننا. فطائراتنا بدون طيار لا ترصد السفن فحسب، بل تقوم أيضا بتوثيق عمليات التفريغ والتحميل بدقة. نحن نمتلك أعينا في الخليج، أعينا يقظة وساهرة وجاهزة.

الحرس الثوري والمواجهة مع القوى العابرة للإقليم

وواصل اللواء سلامي، في كلمته خلال مراسم الكشف عن المخبأ تحت الأرض، بالقول إن القوة البحرية للحرس الثوري قد تشكلت لمواجهة القوى الأجنبية، وإن بنيتها التنظيمية تتيح لها إدارة معركة شاملة باستقلالية تامة وفعالية على مدى زمني طويل.

وأوضح أن هذه القوة تمتلك جميع عناصر الحرب الشاملة، من صواريخ باليستية دقيقة مخصصة لضرب السفن، إلى صواريخ كروز بمديات مختلفة لاستهداف الأهداف الثابتة والمتحركة.

وأردف أن ما يراه الشعب الإيراني اليوم ليس إلا جزءا بسيطا من القدرات الهائلة للطائرات بدون طيار التابعة للقوة البحرية للحرس. هذه الطائرات تعتمد على أحدث وأرقى التقنيات في مجال الدرون عالميا، وتمكن قادتنا من تنفيذ ضربات متنوعة، وتمنحهم مرونة كبيرة في التخطيط العسكري.

وشدد اللواء سلامي قائلا: ليعلم شعبنا العزيز أننا نقف أمام أعدائنا بأياد ممتلئة، والبعد الآخر لعرض قوتنا هو تصحيح الحسابات الخاطئة للعدو. لأن جهلهم بحجم قدراتنا قد يدفعهم لاتخاذ قرارات خاطئة تنعكس عليهم سلبا. فنحن نعلن بوضوح أن أي نقطة في أي إقليم تستخدم كنقطة انطلاق للعدوان علينا، سنحولها إلى هدف مباشر لنا. أي أن نقطة البداية ستصبح هدف النهاية.

الرصد الاستباقي والضربات الوقائية

أشارت الصحيفة إلى أن منظومة الطائرات بدون طيار القتالية الاستطلاعية التابعة للحرس الثوري تبعث برسالة طمأنينة لشعب إيران مفادها أن الرصد الذكي لتحركات العدو، من دون علمه، يمنع أي هجوم مباغت محتمل ويمنح البلاد قدرة على الرد السريع والفعال ضد أي تهديد خارجي. فالتغطية الجوية التي توفرها هذه الطائرات لا تقتصر على سطح البحر، بل تشمل السواحل والمطارات العسكرية في المنطقة.

وتابعت أن هذه العمليات الجوية تتم بدعم استخباري من أنظمة الرادارات الساحلية، والسفن القتالية التابعة للحرس، والشبكة الدفاعية المشتركة في جنوب البلاد، ما يشكل منظومة متكاملة من الردع والسيطرة الدفاعية الإيرانية في الخليج.

ويأتي هذا الحراك العسكري، وفق الصحيفة، ضمن استراتيجية “الدفاع النشط” و”الردع القوي في المضائق الاستراتيجية”، ويرسل مجددا رسالة واضحة للقوى الخارجية، مفادها أن إيران لا تفرض سيطرتها على الخليج الفارسي فقط، بل سترد بحزم وذكاء على أي عمل من شأنه زعزعة أمن المنطقة.

تحذير شديد اللهجة للولايات المتحدة وإسرائيل: لا تخطئوا التقدير

ذكرت الصحيفة أنه قبيل الكشف عن المخبأ تحت الأرض، شارك اللواء حسين سلامي في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد رئيس الجمهورية السيد إبراهيم رئيسي ورفاقه في مرقد الإمام الرضا، حيث علق على التصريحات الأخيرة لوزير الحرب في الاحتلال الإسرائيلي، موجها تحذيرا شديد اللهجة لكل من أمريكا وإسرائيل.

وأكد سلامي أنه لا مجال للمغامرات ضد إيران، وإلا فإننا سنجعلهم ينسون عمليتي “الوعد الصادق 1 و2”. وقال: من هنا، من جوار الإمام الرضا، أحذر الأعداء: إذا أخطأتم التقدير، سنفتح أبواب جهنم عليكم. لم تتحملوا صاروخا واحدا من أنصار الله، فكيف ستتحملون آلاف الصواريخ الإيرانية؟ الزموا أماكنكم.

وصرح: لقد خضنا معارك شرسة مع أعداء صغار وكبار، واليوم أقول لهم: هذه رسالة جادة إلى قادة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة. رئيس وزراء إسرائيل يهدد إيران ليل نهار، وهنا أقول له ولكل أوباشه: إن تجرأتم، ستواجهون مصيرا لن تنسوه. لقد أعددنا لكم ما يكفي لتفقدوا توازنك.

وحول الموقف من الولايات المتحدة، أضاف سلامي: لدينا كلمة واحدة لكم؛ نحن نفضل، فيما يخص الملف النووي، حله بالطرق العادلة وبعيدا عن التهديدات، عبر الدبلوماسية. لكن إن لجأتم للتهديد، فنحن مستعدون للحرب على أي مستوى. إيران لا تسعى لامتلاك السلاح النووي وقد استبعدته من عقيدتها العسكرية، ولكن ذلك لا يعني التراجع عن حقوقها الحيوية.

وختم سلامي بتأكيد أن محاولات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي للتأثير على العقل الأمريكي بهدف جر واشنطن لحرب لا نهاية لها في الشرق الأوسط يجب أن تقابل بالحكمة. فقد خبرت الولايات المتحدة ويلات الحروب في هذه المنطقة، وعليها أن تدرك أنها لن تجني منها إلا الخسائر والهزائم المكلفة.