“كيهان” الأصولية: المعركة بدأت ولن تتوقف قبل محو إسرائيل من الوجود

في عددها الصادر يوم الاثنين 16 يونيو/حزيران 2025، وصفت صحيفة «كيهان» الإيرانية الأصولية، الحرب الدائرة حاليا بأنها أكثر من مجرد نزاع عسكري، بل «معركة حضارية» تهدف إلى إنهاء وجود إسرائيل بالكامل.

وفي تقرير مطوّل اتسم بنبرة عالية التحدي، اعتبرت الصحيفة أن إسرائيل ارتكبت خطأ استراتيجيا قاتلا بإشعال شرارة هذه الحرب، مؤكدة أن إيران، التي كانت على أهبة الاستعداد، تمضي قدما نحو معركة شاملة لن تضع أوزارها إلا بزوال الاحتلال من المنطقة.

كتبت الصحيفة الإيرانية «كيهان» أن الحرب التي اشتعلت في هذه الأيام في غرب آسيا، تتجاوز كونها نزاعا عسكريا عاديا.

 وأضافت أن هذه معركة حضارية؛ معركة لا يُحسم مصيرها بوقف إطلاق نار، بل بانهيار كامل للهيكل الشرير والمزيّف للإحتلال الإسرائيلي، وأكدت أنه الآن وقد حلّت «اللحظة الموعودة»، يتعيّن على إيران أن تستثمر بكل قوتها هذه الفرصة التاريخية لتطهير المنطقة من الورم السرطاني المسمى بالصهيونية، وأن تخطو الخطوة النهائية نحو تحقيق وعد تدمير إسرائيل.

كتبت الصحيفة أن الصهاينة، في ذروة حماقتهم، أشعلوا حربا ظنّوا أنهم سيتمكنون عبرها من شلّ إيران منذ البداية، عن طريق عنصر المفاجأة.

 وتابعت أن الهجوم الليلي على المراكز العسكرية والنووية والدفاعية في إيران، الذي كان من المفترض أن يكون بداية لـ«ضربة كبرى»، بات الآن، وبعد مضيّ عدة أيام، يذيقهم هذه الحقيقة المريرة: إن المتفاجئ الحقيقي لم يكن إيران، بل هم أنفسهم.

وأضافت الصحيفة أن الإسرائيليين كانوا يعتقدون أن بإمكانهم، عبر بضع غارات جوية عشوائية، أن يُركعوا طهران؛ غافلين عن أن طهران لا هي كييف ولا طرابلس.

 وتابعت أن إيران اليوم، إيران القوية، لم تكتفِ بإنزال ضربات موجعة على جسد تل أبيب وحيفا، بل إنها الآن فقط بدأت بإخراج جزء من قدرتها الاستراتيجية من غمدها.

 وتابعت بالقول إن العدو، الذي جاء في وهمه الساذج ليقطع شريان الحياة، يقف الآن وهو مثخن بالجراح، ينتظر الضربة النهائية.

مغادرة طهران؟

 ذكرت «كيهان» أن نتنياهو، الذي كان يصرخ في قاعدة «نيفاتيم» الجوية في وجه جنوده، لم يكن يفعل أكثر من أن يكشف الستار عن رعبه العميق.

 وأضافت أنه في تصريحات تافهة وهذيانه بالكامل، هدّد شعب إيران بمغادرة طهران! وأكدت أن هذا التهديد ليس مجرد علامة على اليأس والعجز لدى العدو، بل هو صرخة خوف؛ صرخة تحاول تعويض الهزيمة في الميدان من خلال عملية نفسية.

وتابعت الصحيفة متسائلة: من الذي يجب عليه أن يغادر المدن؟ هل طهران التي كانت لقرون مهدا للحضارة والثقافة والصمود، أم تل أبيب التي بُنيت على ركام من الجرائم وبموجة هجرة مصطنعة لليهود الصهاينة من أوروبا وأوراسيا وسائر المناطق؟ 

وأردفت أن التاريخ، وقد كُتب بالدم، يشهد ويؤكّد: “هذه الأرض هي بيت أبناء إيران، وأولئك الصهاينة الغاصبون هم من يجب أن يحزموا أمتعتهم ويعودوا إلى أوطانهم الأصلية”.

القوة الصاروخية الإيرانية

كتبت الصحيفة الإيرانية «كيهان» أن الاحتلال الإسرائيلي القاتل للأطفال، كلّما ارتكب خطأ في هذه الأيام، تلقّى من إيران ردّا ساحقا ومضاعفا.

 وأضافت أن من تدمير المراكز العسكرية الحساسة في تل أبيب، إلى الضربات الدقيقة التي استهدفت مصفاة النفط والمنشآت الحيوية في حيفا ورمات غان، كلها رسائل واضحة من إيران إلى الصهاينة تقول: اللعبة انتهت، ونهاية هذا الطريق لم تعد قابلة للرجوع.

وتابعت الصحيفة أن القادة العسكريين الإيرانيين يؤكّدون أنهم لم يستخدموا بعد قوتهم الصاروخية بشكل استراتيجي.

 وأردفت أن الصواريخ الفرط صوتية، والرؤوس الانشطارية، ومنظومات الحرب الإلكترونية، ليست سوى جزء من كنز إيران الخفي. 

وأضافت أن الردود لم تبدأ إلا للتوّ، وأن الصهاينة من الأفضل لهم أن يقلقوا لا من كوابيس النوم بل من الكابوس الحقيقي في تل أبيب، التي باتت على أعتاب التحوّل إلى رماد ومدينة أشباح.

إيران مستعدة

كتبت الصحيفة أن أحمد وحيدي، مستشار القائد العام للحرس الثوري، صرّح بوضوح قائلا: «نحن مستعدّون لحرب شاملة وطويلة الأمد، لقد أخذنا في الاعتبار جميع السيناريوهات، ونحن على أتمّ الاستعداد لأي ظرف… لا نقلق من إطالة أمد الحرب، وفي الأيام القادمة، سيرى العالم ما الذي ستُدخله إيران من ابتكارات إلى ساحة المعركة». 

وأضافت الصحيفة أن هذه التصريحات تمثل بوضوح دليلا على أن إيران، خلافا لوهم العدو، لم تُفاجأ أبدا، بل كانت مستعدة منذ شهور لمثل هذه المعركة.

 وتابعت أن إيران، وقد بدأت الحرب بالفعل، لم تعد تسعى إلى وقف إطلاق نار أو تهدئة؛ هذه المرة، الهدف هو النهاية؛ نهاية إسرائيل.

وأضافت الصحيفة أن ما جرى حتى الآن في ساحة المعركة ليس إلا قمة جبل الجليد من القوة الاستراتيجية الإيرانية.

 وأكدت أن اللواء الدكتور أحمد وحيدي، من خلال تصريحاته الدقيقة والمليئة بالتحذير، كشف عن واقع لم يدركه العالم بعد: إيران لم تستخدم بعدُ قدرتها الصاروخية بشكل استراتيجي، وهذا، بحسب الصحيفة، يعني أن تدمير المراكز العسكرية الحساسة للصهاينة، وضرب البنى التحتية الأمنية والاقتصادية، والتوجيه الدقيق للضربات نحو قواعد إسرائيل الحيوية، كانت كلها مجرّد عمليات تمهيدية لإيران.

صواريخ الجيل الجديد


كتبت الصحيفة الإيرانية «كيهان» أن اللواء أحمد وحيدي شدّد في تصريح واضح، على أن «إيران ستدخل تجهيزاتها الحديثة إلى الميدان متى ما رأت ذلك مناسبا».

 وأضافت أن هذه العبارة يجب أن تُعتبر ناقوس خطر حقيقي للإسرائيليين وللولايات المتحدة، ولكل لاعب إقليمي لا يزال يفكر في التدخّل أو إطالة أمد الحرب. 

وأوضحت أن التجهيزات الحديثة التي أشار إليها اللواء لا تقتصر على صواريخ الجيل الجديد، بل تشمل حزمة من التقنيات الحديثة، وقدرات الحرب السيبرانية، وتكتيكات مبتكرة، من شأنها أن ترفع بشكل كبير اليد العليا لإيران في ساحة الحرب، إذا ما دخلت حيّز التنفيذ.

كتبت الصحيفة أن الإسرائليين كانوا يتوهّمون بأن تنفيذ عملية خاطفة قد يُجبر إيران على التراجع، وهو نفس الوهم الذي عاشه الأمريكيون حين هاجموا طبس، وكانت النتيجة آنذاك هزيمة كاملة لا لبس فيها.

 وتابعت أن وحيدي يؤكّد اليوم بكل حزم أن إيران مستعدة لخوض حرب شاملة وطويلة الأمد.

وأضافت الصحيفة أن هذه الجهوزية لا تقتصر على البعد العسكري فقط، بل هي ثمرة سنوات من العمل التأسيسي، وتراكم الخبرات الميدانية في جبهة المقاومة، وتعزيز التكامل بين مختلف القوات المسلحة الإيرانية.

 وأكدت أنه كلّما طال أمد الحرب، فإنها لن تكون استنزافية بالنسبة لإيران، بل العكس، ستكون البنى العسكرية والاجتماعية لإسرائيل هي التي ستتآكل وتتفكك أكثر فأكثر.

قوة إيران في ساحة المعركة


كتبت «كيهان» أن وحيدي أعلن في جزء آخر من تصريحاته، أن الأوضاع في ساحة المعركة تتحسن يوما بعد يوم من جميع النواحي. 

وأضافت أن هذا الوعد يعكس الاستراتيجية التصاعدية التي تنتهجها إيران في هذه الحرب، وأشارت إلى أنه في الوقت الذي يواجه فيه الكيان الصهيوني انهيارا في المعنويات، وأزمة في الشرعية، وفرارا سكانيا، واضطرابا في السلسلة اللوجستية، تقوم إيران بتوسيع نطاق عملياتها، واستغلال قدرات جديدة، وتنفيذ مراحل متقدمة من عمليات معقدة ومتعددة الأبعاد.

وتابعت الصحيفة أنه بعبارة أخرى، إذا كانت تل أبيب وحيفا اليوم في مرمى النيران، فإنه غدا سيأتي الدور على مراكز استراتيجية أكثر أهمية، والتي ستدفع الكيان إلى مرحلة الاختناق.

 وتابعت الصحيفة بأن الحرب الحالية ليست مجرد معركة عسكرية، بل هي «حرب شاملة في العقل والتكنولوجيا»، وفي هذه الساحة، تقف إيران متقدمة برأس وكتفين عن عدوها.

 المباني السكنية الإيرانية


كتبت الصحيفة الإيرانية «كيهان» أن مصدرا مطلعا علّق على تهديدات وزير الحرب في الكيان الصهيوني قائلا: إذا أقدمت إسرائيل على تنفيذ خطوة أخرى تستهدف المباني السكنية في إيران، فلن تبقى أي نقطة آمنة للصهاينة في الأراضي المحتلة. 

وأضافت أن إيران حتى الآن استهدفت مواقع صهيونية استراتيجية وعسكرية، ظاهرة وخفية، وكما أعلنا سابقا عن سيطرتنا الاستخبارية الكاملة، فإننا سنُسقط هذه المواقع على رؤوس العسكريين الصهاينة.

وأضاف المصدر، بحسب الصحيفة، أن إيران لم تستهدف بعد المناطق السكنية في الأراضي المحتلة بشكل مباشر، لكن من الواضح أنه إذا ارتكب الإسرائيليون حماقة من هذا النوع، فلن نترك لهم أي نقطة آمنة.

 وأردف أن الصهاينة قد أدركوا حتى الآن أننا نمتلك القدرة على ذلك.

وتابعت الصحيفة أن هذا المسؤول أشار إلى أن إسرائيل كان ينبغي أن تدرك حتى الآن ضرورة مراجعة جميع حساباتها السابقة، بما في ذلك سرعة رد الفعل الإيراني، وحجم الصواريخ الإيرانية الذي يبلغ الملايين، ومدى ضبط النفس الذي أظهرته إيران. 

وأكّد أن مرحلة جديدة قد بدأت، وسنفرض على الصهاينة معادلات جديدة، فكل خطوة عدوانية يتخذها الصهاينة، ستُقابل من جانب إيران ليس بخطوة مماثلة، بل بخطوات سبّاقة تتجاوزها.

وذكرت الصحيفة أن هذا المسؤول الأمني شدد على أن حماقة نتنياهو والاحتلال الإسرائيلي في هذه المرحلة ستتحول إلى درس لن ينسوه أبدا، ومن المؤكد أن هذه العداوة وهذا العدوان على الدولة الإيرانية الشاسعة سيكون بداية النهاية للكيان الصهيوني الغاصب.

هذه الحرب نهاية كيان مزيف


كتبت «كيهان» أن الاحتلال الإسرائيلي ليس دولة حقيقية، بل كيان مزيف نشأ نتيجة مؤامرة بريطانية، ودعم أمريكي، واحتلال لأرض فلسطين.

 وأضافت أن هذا الكيان المزعوم ما هو إلا خليط من يهود أوروبيين وروس وأوكرانيين وبولنديين اغتصبوا أرضا ومنازل فلسطينية بالقوة، والآن يجب أن يعودوا من حيث أتوا. 

وتابعت أن أرض الأنبياء لا يمكن أن تبقى تحت الاحتلال إلى الأبد، هذه الحرب هي آخر خطأ يرتكبه المشروع الصهيوني، وهو الخطأ الذي سيؤدي، بإذن الله، إلى زواله الأبدي.

وأضافت الصحيفة أنه في خضم هذه الحرب التي بدأها الصهاينة بأنفسهم، باتوا الآن في حالة من الارتباك والذعر، وراحوا يهددون المواطنين الإيرانيين بترك طهران! 

لكنها شددت على أن هذا التهديد، بدلا من أن يكون دليلا على القوة، إنما هو اعتراف مرير بالهزيمة، لأنه، خلف هذه التصريحات الدعائية، يدرك الصهاينة جيدا أن هذه الحرب لم تعد من نوع الحروب المحدودة، بل أصبحت معركة لتحديد المصير النهائي؛ معركة لن تنتهي بوقف إطلاق نار، بل بإزالة وصمة الصهيونية من جغرافيا المنطقة.

“الفرق الجوهري بيننا وبينهم”


كتبت الصحيفة الإيرانية «كيهان» أن ما لم يفهمه العدو بعد، أو يرفض الاعتراف به، هو الفرق الجوهري بين الإيرانيين والصهاينة، فنحن أبناء هضبة إيران، سكان هذا البلد منذ آلاف السنين.

 وأضافت أن في سهول خوزستان وكرمانشاه، وعلى سفوح جبال البرز وزاغروس، وفي أصفهان وخراسان الكبرى وفارس وأذربيجان، شيدنا الحضارة من باطن الأرض؛ لا عبر احتلال، بل بالدم والجذور والثقافة.

 وتابعت أن إيران هي بيتنا منذ عهد المادّيين والأخمينيين، الساسانيين والصفويين، وصولا إلى الدولة الحالية؛ عشنا فيه، تنفسنا هواءه، وقدّمنا الشهداء في سبيله، ولم نتركه حتى في أقسى الظروف.

وأضافت الصحيفة أنه في المقابل، من هم الصهاينة؟ إنهم مغتصبون بلا جذور، جُلبوا إلى فلسطين المحتلة بمساعدة الوكالات الصهيونية والمنظمات الاستعمارية، من أعماق أوروبا وأوراسيا، من بولندا والمجر وألمانيا وروسيا، بجوازات سفر غربية وبنادق بريطانية. 

وتابعت أن هؤلاء ليسوا أبناء الأرض، ولا أصحاب الدار، بل مجرد غزاة جلسوا إلى مائدة لم تكن ولن تكون لهم، بناء على كذبة “أرض الميعاد”.

لا تضيعوا الفرصة
كتبت «كيهان» أن الوقت الآن ليس للانسحاب ولا لحسابات المصالح العقيمة.

 وأكدت أن الشعب الإيراني واقف بكل قواه في الميدان، والعالم يترقّب نهاية إسرائيل.

 وأضافت أن هذه اللحظة الذهبية لا يجب أن تُفوَّت، لأن شرط نهاية الحرب ليس وقف إطلاق نار، ولا ضغوط سياسية، ولا تراجع تكتيكي، شرط نهاية الحرب، هو زوال إسرائيل بالكامل، لا أكثر ولا أقل.

وتابعت الصحيفة أن نهاية الحرب لا تعني توقيع اتفاق مؤقت، ولا القبول بذل الانسحاب، ولا الإصغاء إلى إملاءات أمريكا وأوروبا، هذه “الوصفات” جرّبها شعبنا في الماضي، ومزّقها وألقاها في النار.

 وأشارت إلى أنه لو كانت هذه الوصفات تجلب السلام والاستقرار، لما بقي هناك طفل يُقتل في غزة، ولَما دُنس المسجد الأقصى تحت بساطير الصهاينة.

وشددت الصحيفة على أن الشرط الوحيد لإنهاء هذه الحرب هو: القضاء الكامل على الكيان الصهيوني.

 وأضافت أن كل شبر من أرض فلسطين يجب أن يُطهَّر من دنس الصهاينة الجذريين، كل مبنى شُيّد على دماء أطفال فلسطين يجب أن يُهدم، كل علم أزرق وأبيض يجب أن يُنزَل. 

وكل صوت تهديد أو تضليل يجب أن يُقابل بصوت سقوط منشآت حيفا وتل أبيب.

وختاما، كتبت «كيهان» أن لا مجال الآن للانسحاب، ولا وقت للرهبة أو الشك، ومن خانوا القضية بالسابق عبر الخيانة والتسويات، إن قرعوا اليوم طبول الحذر مجددا، فلن يُنظر إليهم إلا كخونة في أعين الشعوب.