- دنيا ياسر
- 112 Views
ترجمة: دنيا ياسر نور الدين
أجرت صحيفة “قدس” الإيرانية، الثلاثاء 29 أبريل/نيسان 2025، حوارا مع المخرج والكاتب جواد أفشار حول تعثّر إنتاج مسلسل “السيدة المعصومة” رغم الجهود المبذولة والجاهزية الكاملة للفريق. كما كشف عن العراقيل الداخلية في “صدا” و”سیما”، والتردد في اتخاذ قرار نهائي بشأن بدء الإنتاج.
ذكرت الصحيفة أنه تمت المصادقة على إنتاج مسلسل “السيدة المعصومة” كأحد المسلسلات الخاصة من الفئة (أ) لشركة “سيما فيلم” خلال جلسة لمجلس نواب محافظة قم، وذلك في “عشرة الكرامة” (هي مناسبة دينية تمتد لعشرة أيام بين ميلاد السيدة فاطمة وميلاد الإمام الرضا، وتُحتفى خلالها بفعاليات ثقافية وروحانية تكريما لمقام أهل البيت).
وتابعت أن ذلك في عام 2020، بحضور رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان، رئيس مركز “سيما فيلم”، مدير قناة الثالثة، جواد أفشار (الكاتب والمخرج)، ومجتبى أميني (المنتج).
وأضافت الصحيفة أنه بعد اللقاء الذي جمع فريق العمل في ذلك العام بسادن مرقد السيدة المعصومة، تقرر أن يُعطى هذا المسلسل أولوية في الإنتاج. لكن، وبعد مرور خمس سنوات، لا يزال المشروع لم يُباشر بعد.

وتابعت أنه منذ انسحاب المنتج مجتبى أميني من المشروع بسبب انشغالاته المهنية، لم تُعلن هيئة الإذاعة والتلفزيون عن اسم منتج جديد لهذا العمل، رغم أن رئيس الهيئة، بيمان جبلي، كان قد صرّح في منتصف فبراير/شباط من العام الماضي 2024 .خلال لقائه مع سادن مرقد السيدة المعصومة أن “عقد إنتاج مسلسل السيدة المعصومة قد أُبرم، وسيتم الانتهاء منه خلال عامين”.
وفي هذا السياق شدد مهدي نقويان، رئيس “سيمافيلم”، على أن “مسلسلي (السيدة المعصومة ) و(بُوريَا ولي) من أبرز الأعمال الخاصة من الفئة (أ) التي ستدخل قريبا مرحلة ما قبل الإنتاج”.
وتابعت الصحيفة أنه رغم هذه الوعود المتكررة من مسؤولي هيئة الإذاعة والتلفزيون بشأن إنتاج هذا المسلسل التاريخي، لم يُنفَّذ أي شيء على أرض الواقع حتى الآن.

وفي ما يلي نص الحوار:
جبلي قال في جلسة العام الماضي إن عقد هذا المسلسل قد أُبرم. في أي مرحلة من مراحل الإنتاج يقع المسلسل الآن؟
لا أعلم، اسألوه أنتم مع أي منتج تم توقيع العقد، لأني أنا شخصياً لم أوقع أي عقد.
على ما يبدو أن المنتج قد تغيّر ولم يعد أميني هو المنتج، أليس كذلك؟
بلى، لم يعد أميني منتج المشروع، وكان من المقرر أن تعمل الهيئة مع منتج آخر، لكني لا أعلم إن كانوا قد أبرموا عقدًا بالفعل أم لا. للأسف، لا أظن أن هناك إرادة حقيقية من جانب الهيئة لصناعة هذا المسلسل. يدعوننا كل بضعة أشهر ويُثار موضوع إنتاج المسلسل، ثم يُنسى الأمر مجددا.
إن كانت لدى مسؤولي الهيئة نية جدية تجاه هذا المشروع، فأنا على أتمّ الاستعداد لصناعته ومتابعته، لكن الظروف حاليا غير مناسبة، وهناك قرارات متضاربة تسببت في عدم تقدم المشروع حتى الآن.
متى كتبتم سيناريو المسلسل بالتعاون مع حميد رسولبور؟
كتبنا سيناريو المسلسل معا في عام 2018–2019، وقد جرى اعتماده في ذلك الحين، وبعد توقيع العقد دخلنا مرحلة ما قبل الإنتاج. كان من المفترض أن يُنتج المسلسل في عامي 2021 و2022، ومع أننا دخلنا مرحلة ما قبل الإنتاج لمدة ستة أشهر، إلا أن المنتج آنذاك (أميني) انشغل بأعمال أخرى، مثل أمانة مهرجان فجر السينمائي وإنتاج أعمال موسيقية، ولم يكن المسلسل ضمن أولوياته، فتوقف المشروع. وبعدما طلبت منا الهيئة متابعة العمل، لم يكن المنتج (مجتبى أميني) متاحا، فقررت الهيئة التفاوض مع منتج جديد، وما زالت هذه المفاوضات مستمرة منذ عام تقريبًا دون الوصول إلى نتيجة.
رغم أنني كرّست وقتا طويلا لحضور الاجتماعات المتواصلة من أجل إنتاج هذا السيناريو، فإن ما سمعته حتى الآن لا يتعدى الوعود فقط.
وفي النهاية، القرار النهائي بيد مسؤولي هيئة الإذاعة والتلفزيون الذين لم يتخذوا حتى الآن قرارا حاسما بشأن إنتاج المسلسل. ومن ناحيتي، كمؤلف ومخرج لمسلسل “السيدة المعصومة”، لم ألحظ أي إرادة جادة من الهيئة لبدء هذا المشروع.
هل كانت المصادر المتعلقة بحياة السيدة المعصومة كافية لفتح المجال أمامكم في كتابة السيناريو؟
المستشار الديني للمسلسل هو الدكتور أحمد عابدي، أستاذ المستوى العالي في الحوزة والجامعة، وهو معتمد من قبل العتبة المقدسة للسيدة المعصومة كما أن السيناريو تمت المصادقة عليه في المجلس المختص في “سيمافيلم” ضمن قسم الأعمال التاريخية والدينية، وكان من بين أعضاء هذا المجلس أمير بوالي.
وقد مرّ السيناريو بعملية دراسة دقيقة وطويلة. اعتمدنا في كتابة السيناريو على أكثر من 180 مصدرا تاريخيا، وله خلفية بحثية تزيد على عقد من الزمن، شارك في إعدادها كل من رسولبور وشخصي. ومن الجدير بالذكر أن السيناريو لا يقتصر فقط على حياة السيدة المعصومة، بل يشمل أيضا الظروف التاريخية التي سادت أواخر حياة الإمام موسى الكاظم وهجرة الإمام الرضا، حيث تمثل السيدة المعصومة المحور الأساسي في هذا السياق التاريخي.
ومن الناحية الدرامية، تضمن السيناريو العديد من الحبكات والعناصر الجذابة، ومن حيث البناء السردي، قمنا بتطبيق نماذج كتابة السيناريو الجاذبة، ولهذا يعتبر العمل جيدا وجديرا بالدفاع عنه بحسب رأي العديد من أهل الاختصاص.
للأسف، قضية السيناريو أصبحت الآن موضوعا هامشيا أثارته بعض الأطراف داخل الهيئة، رغم أنني رأيت بوضوح اهتمام كل من نقويان (مدير “سيمافيلم”) وجبلي (رئيس الهيئة) في إنتاج هذا المشروع، لكن هناك تيارات خفية تقف خلف الكواليس وتُعيق تنفيذ هذا العمل.
قصة المسلسل تدور حول فترة تاريخية تتطلب إنتاجا ضخما، وهو يُصنّف ضمن فئة الأعمال الخاصة (ألف). هل المشكلة الأساسية تتعلق بقيود مالية؟
تصنيف العمل كفئة “ألف” مرتبط بالإنتاج الضخم وليس بالسيناريو، بل يتعلق بحجم الإنتاج وتكاليف تنفيذ العمل، كما هو الحال في مسلسلات ضخمة أخرى تُنتجها التلفزيون حاليا.
أعتقد أن سبب توقف هذا المشروع ليس نقص الميزانية، بل هناك تيارات خفية داخل الهيئة تمتد أياديها من جهات مشبوهة. جبلي و نقويان مهتمون جدا ومتابعون لمسألة إنتاج مسلسل “السيدة المعصومة”، لكن هناك بعض الأشخاص في الهيئة يمنعون تنفيذ هذا العمل.

ما الذي يدفعكم إلى الإصرار على إنتاج مسلسل “السيدة المعصومة” بعد كل هذه السنوات؟
إضافة إلى المحبة القلبية التي أكنّها لهذه السيدة الجليلة، (فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم)، فقد عملت لسنوات على هذا المشروع وبذلت فيه جهدا كبيرا. حاولت تنسيق جداول أعمالي بما يتناسب معه، ورفضت العديد من المشاريع الجذابة والضخمة من أجل التفرغ لهذا العمل.
على سبيل المثال، عُرض عليّ إخراج مسلسل “النبي موسى” بعد مرض السيد شورجه، ووصلت إلى مرحلة توقيع العقد، لكن خلال اجتماع حضره ممثلو مدينة قم مع علي عسكري (رئيس الهيئة آنذاك)، طلبوا فيه تعجيل إنتاج مسلسل “السيدة المعصومة “.
وطلب مني عسكري أن أختار بين مسلسل “موسى” و”السيدة المعصومة”، فأعلنت أن لدي رغبة حقيقية في إنتاج مسلسل السيدة المعصومة، لأنني ساهمت في كتابة السيناريو وأكنّ محبة خاصة لها.
وأرى أن أولويته لدى الجيل المعاصر أكبر من غيره من الشخصيات التاريخية في الإسلام. تجاهلت أعمالا كبيرة ورفيعة المستوى من أجل هذا المشروع، لذا أعتبر من الظلم أن يُقال إنني لا أريد إنتاج هذا المسلسل، بل العكس، أنا مُصرّ عليه بصدق وبكل جدّية، لأنه من أعمالي المفضلة على الصعيدين العاطفي والمهني، وآمل أن تتوافر الظروف اللازمة لإنتاجه في القريب العاجل.