- شروق حسن
- 32 Views
ترجمة: شروق حسن
سلّطت صحيفة “شرق” الإيرانية الإصلاحية، في تقرير لها يوم السبت 31 مايو/أيار 2025، الضوء على حالة الجمود التي تسيطر على المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، مشيرة إلى أن المحادثات، التي تُجرى بوساطة سلطنة عُمان، ما زالت تتخبط في خلافات جوهرية وتعقيدات سياسية متشابكة.

وذكرت أن المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، التي بدأت هذا العام بوساطة سلطنة عُمان، لا تزال عالقة في دهاليز الخلافات الجوهرية والتعقيدات السياسية.
وتابعت أن اللوبي الإسرائيلي يسعى إلى تعزيز خيار العمل العسكري، في حين طالبت روسيا مجددا بالتوسّط بين طهران وواشنطن.
وأضافت أن كل ذلك يجري في الوقت الذي تتحدث فيه بعض وسائل الإعلام الغربية عن اقتراب التوصل إلى اتفاق شامل، وتُتداول فيه شائعات حول وجود «إطار مسقط».
وذكرت أن المسؤولين الرسميين في إيران والولايات المتحدة ينفون أي إعلان بشأن زمان أو مكان الجولة المقبلة من المفاوضات، ويؤكدون استمرار الخلافات الأساسية.
وتابعت بالإشارة إلى أن قراءة مواقف الطرفين الإيراني والأمريكي، إلى جانب الفاعلين الإقليميين، تُظهر أنه رغم إمكانية التوصل إلى اتفاق مؤقت ومرحلي، فإن استمراريته وفاعليته لا تزال محل شك كبير.
الخطوط الحمراء
ذكرت “شرق” أن وحيد أحمدي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، صرّح في حديث لـ”دیدهبان إيران” بأن مواقف ايران واضحة تماما، وأن إيران أوضحت للطرف المقابل بشكل صريح حقوقها وخطوطها الحمراء في الملف النووي.
وتابعت أن أحمدي شدّد على أن مسار المفاوضات يعتمد على مجموعة من المتغيرات، ولهذا السبب فإن مستقبل هذه المفاوضات غير واضح ولا يمكن التنبؤ به.
وأضافت أن وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين في الملف النووي، عباس عراقجي، علّق على الشائعات الإعلامية التي تتحدث عن اتفاق وشيك بالقول: «وسائل الإعلام لا تزال تخمّن، لكني لست متأكدا أننا بلغنا تلك المرحلة بالفعل».
وذكرت أن عراقجي أكّد على ضرورة الرفع الكامل للعقوبات والحفاظ على الحقوق النووية الإيرانية، بما في ذلك التخصيب، وقال: «طريق الاتفاق يمرّ عبر طاولة المفاوضات، وليس عبر وسائل الإعلام».
وأشارت إلى أن إيران تطالب بضمانات تمنع عودة العقوبات الظالمة وغير القانونية في المستقبل، وتؤكد على حقها المشروع في تخصيب اليورانيوم، باعتباره حقا مسلما به بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT).
وقف عمليات تخصيب اليورانيوم
وكتبت الصحيفة الإيرانية “شرق”، أن الولايات المتحدة، لا سيما في عهد إدارة دونالد ترامب، شددت على ضرورة وقف إيران لعمليات تخصيب اليورانيوم، وقد أفادت بعض المصادر الإخبارية بأن واشنطن أعدّت “ورقة شروط” لتقديمها إلى طهران تتضمن هذا المطلب.

وأضافت أن المسؤولين الأمريكيين يرون أن إيران، بصفتها الدولة الوحيدة غير المالكة للسلاح النووي والعضو في معاهدة NPT، يجب ألا تقوم بعمليات التخصيب، بل عليها أن تستورد الوقود النووي من دولة ثالثة.
وأوضحت أن دونالد ترامب شخصيا يسعى إلى اتفاق يسمح بإجراء عمليات تفتيش شاملة وحتى تدمير المنشآت النووية الإيرانية.
وأشارت إلى أن هذه المواقف قوبلت بردود فعل شديدة من جانب طهران، حيث كرّر المسؤولون الإيرانيون مرارا أن البرنامج النووي الإيراني هو برنامج سلمي بحت.
عقوبات دائمة
وذكرت أن الكونغرس الأمريكي، وبموازاة هذه الضغوط، أقرّ مشروع قانون ثنائي الحزب يجعل من العقوبات في مجالي الطاقة والتسلح ضد إيران عقوبات دائمة لا تُرفع مع الزمن.
وأضافت أن هذا المشروع حظي بدعم أعضاء في مجلس الشيوخ مثل جاكي روزن وتيم سكوت، وكان مدفوعا أيضا بضغط كبير من جماعة “آيباك”، اللوبي الصهيوني النافذ في الولايات المتحدة.
وتابعت الصحيفة بالإشارة إلى أن أحمدي قال في هذا السياق: «اللوبي الصهيوني في أمريكا هو لوبي قوي جدا ونافذ، ولا علاقة له بالأحزاب السياسية، إذ إن كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي يخضعان عمليا لإملاءات اللوبيات الصهيونية، كما أن ترامب يُعتبر من أقرب الشخصيات إلى الصهاينة».
القلق الإسرائيلي
وكتبت الصحيفة الإيرانية “شرق”، أن الملف الإيراني يحتل حيزا كبيرا في جدول أعمال مسؤولي الكيان الصهيوني، إذ عبّر كل من رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، وديفيد بارنيع، رئيس جهاز الموساد، خلال لقاءاتهم الأخيرة مع المسؤولين الأمريكيين، عن قلقهم من احتمال التوصل إلى اتفاق مع إيران دون أخذ الاعتبارات الأمنية الإسرائيلية في الحسبان.
وأضافت أن صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أفادت بأن هذه المحادثات كانت متوترة، وأن المخاوف الإسرائيلية من إمكانية التوصل إلى اتفاق يتجاهل مصالحها الأمنية لا تزال مرتفعة.
وتابعت أن أحمدي مع ذلك أكد أنه لا ينبغي الظن بوجود خلافات جوهرية بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول إيران، وقال: «قد تختلف مواقفهم من حيث التكتيكات أو يحصل بينهم نوع من توزيع الأدوار، لكن لا يوجد أي خلاف استراتيجي بينهم في العداء لإيران».
اتفاق مؤقت
وذكرت الصحيفة الإيرانية “شرق”، أن أحمدي يرى أنه نظرا إلى حاجة دونالد ترامب إلى تحقيق إنجاز في السياسة الخارجية خلال المستقبل القريب، فقد يتم التوصل إلى اتفاق مؤقت ومرحلي مع إيران.
وأشارت إلى أن أحمدي حذّر من أن من غير الواضح بعد ما إذا كان هذا الاتفاق سيخدم فعليا مصالح البلدين، أم سيكون مجرد لعبة إعلامية تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية.
ونقلت عنه قوله: «نحن نعتقد أن الاتفاق النووي (برجام) كان خسارة محضة لنا، وإذا أردنا الآن التوصل إلى اتفاق مع أمريكا، فيجب أن نحصل على امتيازات أكثر من تلك التي وردت في برجام، ولا نقبل بأقل من ذلك».
وأضافت أن أحمدي أوضح أن المفاوضات لم تدخل بعد في التفاصيل الدقيقة، مشيرا إلى أن الخلافات الجوهرية تظهر عادة في هذه المرحلة، ما يجعل من الصعب حاليا التنبؤ بمضامين الاتفاق المحتمل.
مسار المفاوضات
وكتبت الصحيفة الإيرانية “شرق”، أن روسيا والصين تلعبان أيضا دورا نشطا في دعم مسار المفاوضات.
وقد أعلن ميخائيل أوليانوف، ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، أن روسيا تُجري مشاورات مع كل من الصين وإيران، وهي مستعدة، في حال طلب الطرفان، لتقديم المساعدة من أجل التوصّل إلى اتفاق نووي، لكنه أشار إلى أن طلبا رسميا لم يُقدَّم حتى الآن.
وأضافت أن هذا التعاون الثلاثي بين طهران وموسكو وبكين يمكن أن يؤدي دورا مهما في موازنة الضغوط ودفع عجلة المفاوضات إلى الأمام، لكنه يظل بحاجة إلى تفاعل مباشر وتوافق بين طهران وواشنطن.
رفع العقوبات
وأشارت الصحيفة إلى أن الخلافات الأساسية حول حقوق إيران النووية وشروط رفع العقوبات لا تزال قائمة رغم بعض التقدّم النسبي في المفاوضات.
وذكرت أن إيران تُصرّ على الرفع الكامل للعقوبات وعلى الحفاظ على حقوقها النووية، في حين تطالب الولايات المتحدة بفرض مزيد من القيود التي تمسّ فعليا بحق التخصيب.
وتابعت أن أحمدي يؤكد أنه في حال التوصل إلى اتفاق، فسيكون على الأرجح اتفاقا مؤقتا ومرحليا، وأن استمراريته تبقى موضع شك.
وأضافت أن الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة، إلى جانب اللوبيات الصهيونية والمخاوف الأمنية الإسرائيلية، كلها تعقّد المسار نحو التوصل إلى اتفاق مستدام.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الحفاظ على أجواء هادئة وتجنّب الضجيج الإعلامي يُعد أمرا ضروريا لتوفير فرصة حقيقية للوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف، لا سيما وأن المفاوضات النووية بين إيران وأمريكا، رغم ما يُقال عن وجود آمال باتفاق مؤقت ومرحلي، لا تزال غارقة في تعقيدات الخلافات الجوهرية والضغوط السياسية الداخلية والإقليمية.
وأضافت أن إيران من جهة، تُشدّد على حقوقها النووية وعلى ضرورة رفع جميع العقوبات، بينما تفرض الولايات المتحدة من جهة أخرى شروطا صارمة ومبالغا فيها تُصعّب فرص التوصل إلى تفاهم.
واختتمت بأن ضغوط اللوبيات الصهيونية القوية والمخاوف الأمنية الإقليمية تزيد من تعقيد أجواء الحوار، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمصير المفاوضات، ويجعل الوصول إلى اتفاق شامل ومستقر مرهونا بالصبر والمرونة والحوار الصريح.