عملية استخباراتية غير مسبوقة.. إيران تخترق العمق الأمني لإسرائيل وتكشف “كنزا استراتيجيا” من الوثائق النووية والعسكرية

في تطوّر وُصف بأنه نقطة تحوّل في الحرب الاستخباراتية الإقليمية، كشفت صحيفة “جوان” الإيرانية الإصولية في تقرير لها يوم الأربعاء 11 يونيو/حزيران 2025، عن عملية معقدة نفّذتها وزارة الاستخبارات الإيرانية داخل الأراضي المحتلة، أسفرت عن اختراق غير مسبوق للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، والاستحواذ على كمية ضخمة من الوثائق ذات طابع استراتيجي وسرّي. 

كتبت الصحيفة الإيرانية “جوان” أن الجرح البالغ الذي تلقّاه الاحتلال الاسرائيلي على يد الجنود الإيرانيين في وزارة الاستخبارات التابعة لإيران، كان عميقا وثقيلا ومروّعا إلى درجة أن قادة هذا الكيان الزائف لا يزالون يعيشون تحت وطأة الصدمة الناتجة عن هذا الذهول والارتباك، ولا يُرى منهم أي رد فعل سوى صمت مميت؛ وهذا الصمت بحد ذاته يُعدّ إقرارا ضمنيا بصحة وعظمة هذه العملية.

وتابعت أن هذا الجرح قد تسلّل إلى أعماق كيان هذا النظام، ومع مرور الوقت تتكشف أبعاد وزوايا معقدة منه، وهذا التقطير الذكي والمدبّر يلعب دور حكم الموت البطيء بالنسبة لهم.

وأضافت أنه من الممكن القول إن تطورات المنطقة ينبغي من الآن فصاعدا أن تُقسَم إلى مرحلتين: ما قبل هذا الإنجاز الاستخباراتي وما بعده، إذ من شأنه أن يغيّر العديد من المعادلات ويُحدث تحولات كبرى.

وذكرت أن ما أُعلن عنه حتى الآن من هذه “الكنز الاستخباراتي” يشمل “منشآت سرّية للإحتلال” أصبحت في مرمى القوات المسلحة الإيرانية، إضافة إلى كمية كبيرة من الوثائق التي تتمتع من حيث المحتوى وتنوع الموضوعات بقيمة استراتيجية، وتطبيقية، وبحثية، وعلمية؛ وهي معلومات يغطي جزءٌ منها مجالات تتعلق ببرامج تسليح نووية غير قانونية وسرّية، بما في ذلك المنشآت، والأبحاث، والاتصالات مع مؤسسات أمريكية وأوروبية، والبرامج النووية الحالية والمستقبلية للكيان الصهيوني.

وأشارت الصحيفة إلى أن النقطة المحورية في البيانات والتصريحات التي صدرت حتى الآن حول هذه القضية، هي بلا شك تحذير الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي، الذي جاء فيه أنه في حال تعرض اسرائيل، فستُستهدف منشآته النووية السرّية.

وأكدت أن هذا التحذير يعني أن مئات الصواريخ الباليستية التابعة الإيرانية قد وُجّهت نحو المنشآت السرّية للإحتلال الإسرائيلي، ولا يفصلها عن الإطلاق سوى أوامر تنفيذية.

وواصلت الصحيفة مؤكدة أن هذا الإنجاز الاستخباراتي أفضى إلى مشهد تُطلّ فيه “إسرائيل عارية”، في صورة ستتكشّف تفاصيلها القابلة للنشر على مراحل؛ وهي تفاصيل من شأنها أن تُفقد بعض المؤسسات الدولية والدول التي تدّعي المصداقية، ما تبقى لها من موثوقية.

وذكرت الصحيفة “جوان” أنه استنادا إلى ذلك فإن وزارة الاستخبارات أعلنت، في بيان صدر يوم الثلاثاء 10 يونيو/حزيران 2025 بشأن الوثائق التي تم الحصول عليها من إسرائيل، أن حجما كبيرا من هذه الوثائق يُستخدم من قِبل القوات المسلحة في إيران، وأن أجزاء منها قابلة للتبادل مع الدول الصديقة أو لتقديمها إلى المنظمات المناهضة للصهيونية.

وأضافت أن البيان أشار إلى أنه “في هذه الأيام المباركة  نُحيط علما الشعب الإيراني الكبير والوفي، بأن أبناءهم المجهولين في وزارة الاستخبارات قد وجّهوا، في عملية استخبارية غير مسبوقة، ضربة مروّعة إلى الاحتلال الإسرائيلي قاتل الأطفال.

وأشارت إلى أن هذه العملية التاريخية، التي جرى تصميمها بهدف الوصول إلى وثائق حساسة واستراتيجية ذات أعلى درجات التصنيف السري في ذلك الكيان، ونُفّذت في بيئة عملياتية ديناميكية وتحت أشد التدابير الأمنية لدى النظام، انتهت مؤخرا بنجاح، مع نقل كمية ضخمة من الوثائق إلى داخل إيران، فيما جميع العناصر المنفذة للعملية عادوا سالمين وهم الآن متمركزون في مواقعهم.

وتابعت الصحيفة بالإشارة إلى أن البيان وعد بتقديم موجز لبعض أبعاد هذه العملية وإنجازاتها.

1- وأفادت الصحيفة “جوان” في استعراضها لتفاصيل العملية أن الوثائق التي تم الحصول عليها تتمتع، من حيث المحتوى، إلى جانب تنوعها الموضوعي، بقيمة استراتيجية، وتطبيقية، وبحثية، وعلمية. 

وتتضمن هذه المعلومات المتنوعة، جزءا يتصل بمجالات البرامج غير القانونية والسرّية للتسلح النووي، بما في ذلك المنشآت، والأبحاث، والاتصالات مع المؤسسات الأميركية والأوروبية، وتشمل البرامج النووية الجارية والمستقبلية للكيان الصهيوني.

وأضافت أن أجزاء أخرى من هذه الوثائق تحتوي على معلومات تتعلق بالبرامج العسكرية والصاروخية، ووثائق فنية حول مشاريع ذات استخدام مزدوج علمي وتقني، وأسماء، ومواصفات، وصور، وعناوين المسؤولين والمديرين والعلماء المنخرطين في هذه المشاريع. 

ومن بين النقاط المهمة التي كُشف عنها، أن الاحتلال لا يعتمد فقط على مواطنيه، بل يستفيد أيضا من باحثين يحملون جنسيات دول أخرى، وقد تم التوصل إلى معلومات كاملة عنهم أيضا.

وأكدت أنه من الطبيعي أن تُنشر أجزاء من هذه الوثائق لإحاطة الشعب الإيراني الأبي علما، كما أن بعض الإنجازات العلمية والبحثية المتحصلة منها قابلة للتوظيف داخل البلاد، وسيتم تقديمها إلى المؤسسات والجهات المختصة.

وتابعت أن حجما كبيرا من هذه الوثائق يُستخدم من قبل القوات المسلحة، في حين أن أجزاء منها قابلة للتبادل مع الدول الصديقة أو لتقديمها إلى المنظمات والمجموعات المناهضة للصهيونية.


2- كما أوضحت الصحيفة في النقطة الثانية أن هذه الوثائق تبيّن بوضوح كيف أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، أدّت وتؤدّي دور الداعم والمتعاون والمتعاقد في تعزيز البرامج التسليحية للإحتلال الإجرامي، بينما تتّهم زورا وبمعايير مزدوجةإيران بالسير في مسار غير سلمي.

وأشارت إلى أن الاحتلال الخبيث، وعلى مدى سنوات، وبدعم وصمت نادي الهيمنة العالمي، قد سار في ظل حالة من التعتيم النووي الغامض إلى نهاية مسار يزعم هؤلاء أنه يُشكّل تهديدا للسلام والأمن العالمي.

وتابعت بالقول إن الطغاة المستكبرين والمخادعين في العالم يمارسون أقسى الضغوط على إيران، بينما إيران تسعى فقط إلى الاستخدام السلمي للطاقة النووية، من أجل رفع مستوى الصحة والرفاهية لمواطنيها، وقد أعلنت بحزم أنها لا تسعى إلى صنع سلاح نووي.

3- وذكرت الصحيفة أنه من بين أكثر الوثائق إثارة للاهتمام، تلك التي تتضمن تقارير عديدة وكاذبة صادرة عن الاحتلال الإجرامي إلى بعض الهيئات الدولية، “ضد البرامج النووية السلمية لإيران”، وما هو أشد إثارة أن نفس هذه الأكاذيب المضلّلة والمزوّرة قد انعكست حرفيا في تقارير ومزاعم تلك الهيئات الدولية!

وتابعت الصحيفة في الفقرة الرابعة أن أساليب وصول جنود إيران إلى وثائق الاحتلال، وكذلك طرق إخراجها من الأراضي الفلسطينية المحتلة، قد صُمّمت ونُفّذت بطريقة حيّدت تماما الشبكات الأمنية المتعددة والممرات المعقدة المحمية لذلك الكيان المدّعي.

 وقد أدى الحرص الخاص الذي أولاه الاحتلال لحماية مثل هذه الوثائق الاستراتيجية إلى فرض أشد الإجراءات الأمنية لحراستها، وبالمقابل، اقتضى الوصول إليها خطة ذكية ومتعددة الطبقات بالكامل.

وأضافت أن تعقيد هذه العملية يفوق قدرة الكيان على الإلمام بأبعادها المختلفة، أو التغطية على عجزه الأمني والاستخباراتي عبر إجراءات استعراضية، كما حاول مؤخرا، من خلال اعتقال عدد من الصهاينة والتضحية بهم عمليا، في محاولة فاشلة لترميم صورته المتضررة أمام الرأي العام.

وأوضحت أن ما بات اليوم في حوزة وزارة الاستخبارات قد تحقق في ظروف كان فيها الاحتلال يسعى جاهدا لإظهار صورة عن نفسه ككيان منيَع وغير قابل للاختراق.

 وقد أتت هذه العملية بينما كان قادة الاحتلال يعيدون مراجعة دروس إخفاقاتهم الاستخباراتية السابقة ويظنون أنهم أغلقوا جميع منافذ الاختراق، ليتفاجأوا بالعملية الجبارة “طوفان الأقصى” التي نفذها مجاهدو فلسطين الأبطال، والتي كشفت عن فضيحة أمنية استخباراتية غير مسبوقة.

وتابعت الصحيفة مؤكدةً أن ما قامت به وزارة الاستخبارات في هذه العملية يمثّل من دون شك نقطة تحول أخرى في السجل الملطّخ بالاستخفاف والاستهزاء للاحتلال على الصعيدين الأمني والاستخباراتي، ويعدّ إنجازا تاريخيا لا مثيل له لمحور المقاومة، أسقط من جديد أسطورة مناعة هذا الكيان.

وأشارت أيضا إلى أن هذه العملية تُمثل دلالة أخرى على التزام جنود إيران، والتزامهم الكامل بالعهد القديم للمجاهدة بكل شجاعة وشمولية، ومواجهة العدو مواجهة مهنية ودقيقة.

منشآت إسرائيل السرية

وذكرت الصحيفة الإيرانية “جوان” أن منشآت الكيان الصهيوني السرية باتت في مرمى إيران، حيث أصدرت الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي، مساء الاثنين 9 يونيو/حزيران 2025، بيانا مهما حذرت فيه من أنه في حال أي اعتداء، فإن المنشآت النووية السرية لإسرائيل ستكون هدفا لضربات إيرانية.

وتابعت الصحيفة أن بيان الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي، الذي جاء في أعقاب العملية الاستخباراتية المعقدة، أشار إلى أنه بفضل جهود المجاهدين المتواصلة على مدى عدة أشهر، ونتيجة لعملية استخباراتية معقدة ورصد دقيق، تم استكمال بنك أهداف المقاتلين البواسل استعدادا للرد بالمثل على أي اعتداء محتمل من إسرائيل.

وأوضحت الصحيفة أن امتلاك هذه المعلومات واستكمال الدورة الاستخباراتية العملياتية، أتاحا للمجاهدين أن يكونوا قادرين على الرد الفوري على أي عدوان محتمل من إسرائيل ضد المنشآت النووية في البلاد، من خلال الهجوم على منشآته النووية السرية، وعلى أي اعتداء يستهدف البنى التحتية الاقتصادية والعسكرية، وذلك بما يتناسب تماما مع طبيعة العدوان.

وتابعت بالإشارة إلى أن الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي، ونيابة عن الشعب الإيراني، كما تثمّن الجهود الدؤوبة للقوات المسلحة ومبتكريها ومطوريها، فإنها تعرب أيضا عن شكرها لهذه السلسلة من العمليات التي قامت بها الأجهزة الاستخباراتية، وبشكل خاص لهذا الإجراء الاستراتيجي الذي نفذته وزارة الاستخبارات.

أسطورة الموساد 

وذكرت الصحيفة الإيرانية “جوان” أن “أسطورة الموساد قد انهارت”، إذ أصدر القائد العام للحرس الثوري الإيراني رسالة هنّأ فيها وزارة الاستخبارات على توجيه الضربة الحيوية للإحتلال الإجرامي، وعلى نقل هذا الكم الهائل من الوثائق إلى داخل البلاد بشكل آمن.

وأضافت أن اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، قال في رسالته إلى السيد إسماعيل خطيب، وزير الاستخبارات: إن هذا النجاح العظيم لوزارة الاستخبارات في الوصول إلى كمٍّ هائل من المعلومات والوثائق الاستراتيجية والحساسة المتعلقة بالاحتلال، في مجالات نووية وعسكرية وأمنية وبنى تحتية وغيرها، يُعدّ بمثابة “طوفان الأقصى 2” في المجال الاستخباراتي، وهو مرة أخرى يبطل أوهام وادعاءات إضعاف إيران في المنطقة، ويكشف زيف القدرات الاستخباراتية والأمنية للكيان الغاصب.

وأردفت أن هذا الإجراء الاستراتيجي أدى إلى انهيار “أسطورة الموساد”، وأن البنية الأمنية لإحتلال، التي يدّعي أنها من بين الأكثر تعقيدا في العالم، قد اهتزّت مرة أخرى بعد “طوفان الأقصى الأول” الذي نفذته جبهة المقاومة الفلسطينية، وعادت لتتلقى صدمة أخرى.

وتابعت الصحيفة بالقول إن هذه المعلومات الحساسة ستجعل الجهود المبذولة لتعزيز مسار تدمير المحتل أكثر فاعلية، وستجعل ضربات الصواريخ الإيرانية أكثر دقة، وهذه الضربة ليست الأخيرة في جسد الكيان المنهار والمنحط، بل تبشّر بانتصار الحق النهائي على الباطل.

صفعة قوية على وجه الاحتلال

وذكرت الصحيفة الإيرانية “جوان” أن القائد العام للجيش الإيراني وصف الإنجاز الاستخباراتي  بأنه “صفعة قوية على وجه الاحتلال”، وبشارة مشجّعة على زوال هذا الورم السرطاني في وقت قريب.

وأضافت أن اللواء أمير سيد عبد الرحيم موسوي، القائد العام للجيش، وجّه رسالة تهنئة إلى إسماعيل خطيب، وزير الاستخبارات، قال فيها إن هذا الانتصار الذي تحقق عبر عملية استخباراتية معقّدة وفكك الهيبة الأمنية للإحتلال مجددا، أدخل البهجة إلى قلوب أبناء الشعب الإيراني، وترك أثرا مؤلما في نفوس أعدائه الظالمين.

وتابعت أن اللواء موسوي اعتبر أن هذا الإنجاز القيم، الذي تحقق بفضل العناية الإلهية، والعزيمة، والصبر، والجهاد الخفي الذي قامت به وزارة الاستخبارات “العريقة والمرموقة”، يُعدّ صفعة أخرى على وجه الاحتلال المغتصب، ومؤشرا واضحا على زواله الوشيك، كما يُعدّ تعزيزا لقدرة إيران على الردع والمواجهة الدقيقة والحاسمة في حال أي اعتداء محتمل.

انهيار جديد لهيبة الاحتلال

وذكرت الصحيفة الإيرانية “جوان” أن وزير الدفاع هنّأ بتحقيق هذا الإنجاز الاستخباراتي، مؤكدا أنّ ما جرى أدى إلى “انهيار جديد لهيبة الاحتلال”.

وأضافت أن اللواء الطيار عزيز نصيرزاده، وفي رسالة تهنئة لوزير الاستخبارات، قال إن هذا العمل الحاسم والاستثنائي في كشف وتسريب معلومات حساسة من داخل الاحتلال، أظهر مجددا قدرة إيران على التغلغل والتفوق الاستخباراتي في ساحة الأمن الإقليمي والدولي المعقدة والمشحونة بالتحديات. 

واعتبر نصيرزاده أن هذا النصر الساطع يُجسّد عقلانية أمنية، وإيمانا راسخا، وجهدا دؤوبا لأبناء الشعب في وزارة الاستخبارات.

وتابعت أن وزير الدفاع أشار إلى أن هذا الإنجاز أسقط مجددا أسطورة “الموساد”، وفضح هشاشة بنية الإحتلا الأمنية، موجّها صفعة أخرى إلى هيبته الزائفة، ومؤكدا أن هذه الضربة، التي تأتي استكمالا لضربات جبهة المقاومة وعملية “طوفان الأقصى”، تُبشّر بانهيار وشيك لهذا الورم السرطاني، وانتصار الحق على الباطل كما وعد الله تعالى.

إقالة رئيس جهاز “الموساد”

وأضافت الصحيفة أن “ناصر اللحام”، مدير مكتب قناة الميادين في فلسطين، صرّح قبل يومين بأن حصول الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية على كمّ هائل من الوثائق والمعلومات الاستراتيجية والحساسة للإحتلال، ومنها ما يتعلق بمنشآته النووية، ستكون له تداعيات جسيمة، وقد يُفضي إلى إقالة رئيس جهاز “الموساد”.