- زاد إيران - المحرر
- 8 Views
نشرت صحيفة شرق الإصلاحية يوم الأربعاء 18 يونيو/حزيران 2025، تقريرا أفادت فيه بأنه في أعقاب الاعتداءات الإسرائيلية الواسعة والمتكررة على المنشآت المدنية والنووية والحيوية في إيران، تشكلت موجة من ردود الفعل الإقليمية والدولية، تركزت حول دعم جهود خفض التوتر وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
وأضافت الصحيفة أن هذه الاعتداءات، التي استهدفت حتى مراكز طبية، وإطفاء الحرائق، ومباني سكنية، ومقر هيئة الإذاعة والتلفزيون لإيران، جاءت في وقت كانت فيه إيران منخرطة في مشاورات دبلوماسية مع الولايات المتحدة؛ وهو وضع أدّت الهجمات الإسرائيلية عمليا إلى إفشاله، لتدخل الأزمة مرحلة لا رجعة فيها.
وتابعت أن موقف إيران تجاه التطورات الجارية واضح وثابت: ما دامت الاعتداءات من قبل النظام الإسرائيلي مستمرة، فلن تُعقد أي مفاوضات – سواء بشأن وقف إطلاق النار أو البرنامج النووي – بمشاركة إيران.
وأردفت أن إيران تؤكد، استنادا إلى المبادئ الراسخة في القانون الدولي، احتفاظها بحقها المشروع في الدفاع عن النفس، وقد جسّدت ردها الحاسم من خلال عملية الوعد الصادق 3، التي ألحقت أضرارا ملموسة بالمراكز العسكرية للنظام المحتل، كجواب مباشر على جرائم ليلة 13 يونيو/حزيران 2025، والتي أسفرت عن استشهاد عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين والمدنيين الأبرياء.
وأكَّدت أنه في هذا السياق، طُرحت محاولات للوساطة بين طهران وواشنطن من قِبل أطراف إقليمية ودولية؛ إلا أن إيران ترى أن أي عودة إلى طاولة المفاوضات في خضم الهجمات العسكرية لن تكون سوى فرصة جديدة لإعادة بناء القدرات الدفاعية للنظام الإسرائيلي. وقد حذّر العديد من الخبراء من أن إيران لن تنخرط في لعبة دبلوماسية خادعة تهدف إلى ترسيخ التفوق الميداني لإسرائيل.

وأوردت أن الصين أدانت الهجمات الإسرائيلية بلهجة صريحة، ودعت الدول التي تملك نفوذا على تل أبيب إلى التدخل الفوري. وقد حذرت وزارة الخارجية الصينية من أن استمرار التوتر في الشرق الأوسط سيضر بجميع الأطراف، مؤكدة أن الضغط والتهديد لن يؤديا إلا إلى تصعيد المواجهة.
وذكرت أن تركيا تلعب أيضا دورا نشطا في مسار خفض التوتر، حيث طرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اتصالات منفصلة مع رئيسي إيران والولايات المتحدة، مقترحا لاستضافة جولة جديدة من المفاوضات بين طهران وواشنطن في إسطنبول. ووفقا لوسائل الإعلام التركية، واستنادا إلى مصادر دبلوماسية، فإن هذا التحرك يركّز على إحياء المفاوضات النووية واحتواء المواجهات.
وأفادت بأن روسيا بدورها حافظت على موقفها الوسيط، حيث أعرب المتحدث باسم الكرملين عن قلق موسكو إزاء مسار التطورات الجارية، معلنا أن بلاده مستعدة للاضطلاع بدور في حال اقتضت الحاجة. ومع ذلك، أشار إلى أنه لم يُلحظ حتى الآن أي استعداد من جانب إسرائيل لقبول تسوية سلمية.
وتناولت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مسؤول أوروبي بأن قطر وسلطنة عُمان تبذلان جهودا لإعادة طهران وواشنطن إلى مسار الحوار، غير أن هذه المبادرات، رغم نواياها الإيجابية، لم تُفضِ إلى نتائج ملموسة حتى الآن.
وقالت الصحيفة إن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، من جانبه، عبّر مؤخرا عن قلق بلاده إزاء استهداف منشآت الطاقة الإيرانية، مشيرا إلى التداعيات الاقتصادية العالمية لمثل هذه الهجمات، وداعيا إسرائيل إلى ضبط النفس واستئناف المسار الدبلوماسي.
وأفادت مصادر مطلعة لوكالة رويترز بأن إيران أعلنت بشكل صريح أنها، ما دامت أراضيها تتعرض لهجوم عسكري، لن تقبل بأي مفاوضات، لا مع الولايات المتحدة ولا بشأن وقف إطلاق النار مع إسرائيل. وقد تم إبلاغ هذا الموقف بوضوح إلى الوسطاء، مثل الدوحة ومسقط.
وببَّنت أن المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى بين النظام الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية، والتي كان من المفترض أن تمهّد لوقف الحرب في غزة، قد تعثرت مرارا حتى الآن بسبب ممارسات تل أبيب التخريبية واستمرارها في شن الهجمات على القطاع.
وأضافت أنه رغم ظهور بعض المؤشرات الطفيفة على التقدّم، لا تزال آفاق التوصّل إلى اتفاق مستدام غير واضحة، فيما يستمر القلق من تصاعد رقعة المواجهة إلى مستوى إقليمي يُلقي بظلاله على الأجواء الدبلوماسية.
وأقرَّت بأن إيران ستظل متمسكة بحقها في الدفاع المشروع ورفض أي مفاوضات مفروضة، ما دام النظام الإسرائيلي يواصل سياساته العدوانية، وزعزعة الاستقرار، والضغط العسكري.
وفي الختام أوضحت الصحيفة أنه في هذا المنعطف التاريخي، تتحمّل الأسرة الدولية مسؤولية أخلاقية وقانونية لإدانة جرائم الحرب الإسرائيلية، ودعم حلول متوازنة وقانونية ومستدامة، لا تقوم على منطق القوة، بل على أساس العدالة والاحترام المتبادل.