خبير سياسي إيراني:  تقرير الوكالة الذرية مسيّس والأسابيع المقبلة حاسمة لمصير الملف النووي الإيراني

نشرت وكالة أنباء إيلنا الإصلاحية، الخميس 12 يونيو/حزيران 2025، تقريرا ذكرت فيه تصريحات لأستاذ الجغرافيا السياسية عبد الرضا فرجي‌ راد، في حوار أجرته معه حول مسودة القرار المقترحة ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث تناول خلفيات التنسيق الأمريكي–الأوروبي في هذا الملف، وردود الفعل الإيرانية المحتملة، إضافة إلى موقف طهران من ملف الضمانات النووية

.

الأسابيع القليلة المقبلة ستكون أسابيع حساسة

ذكر فرجي‌ راد في إشارة إلى القضايا المتعلقة باتفاق الضمانات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن هذه القضايا كانت مطروحة على إيران خلال العامين الماضيين، وحسب ما أذكر، فقد اقتنعت الوكالة في جميع الحالات تقريبا، باستثناء واحدة أو اثنتين، وأعلنت بطريقة ما أن تلك المسائل قد أُغلقت. 

وأضاف أن إعادة طرح جميع النقاط في التقرير الأخير تُظهر أن تقرير الوكالة أُعدّ بتنسيق مع جماعات ضغط ودول تهدف إلى تكثيف الضغوط على إيران.

وتابع أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة، ويجب أن نرى ما سيكون عليه رد فعل إيران، وهل سيتجه ملف إيران النووي نحو مجلس الأمن أم لا؟ ومن الممكن أن تبدأ جولة من المفاوضات الجدية، وهذا احتمال وارد. فكل شيء يعتمد على المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة. كما أن تخفيف التوتر مع الوكالة أو مجلس المحافظين ونتائج القرار الصادر، كل ذلك يعتمد على ما ستفعله إيران وأمريكا.

تفاقم القضايا في الوكالة الدولية مرهون بفشل مفاوضات إيران وأمريكا

شدّد فرجي راد على ضرورة توصّل الطرفين المتفاوضين إلى إطار واضح ومناسب، موضحا أن إيران تعلن استعدادها لتقديم مقترح، وإذا تم قبول هذا الإطار والعمل عليه، وشعر الطرفان بوجود تقدم في المفاوضات، فإن التوترات ستتراجع أيضا. وفي هذه الحالة، قد يصدر قرار أول، وربما حتى قرار ثان، ولكن لن يُحال الملف إلى مجلس الأمن. 

وصرَّح بأنه إذا وصلت المفاوضات بين إيران وأمريكا إلى طريق مسدود ولم تحقق نتائج، فمن الطبيعي أن تتفاقم الأمور داخل الوكالة أيضا. وأضاف أن الأوروبيين ليس لديهم وقت طويل، وهناك احتمال لإحالة الملف إلى مجلس الأمن. لذلك، ومن أجل الحيلولة دون ذلك، ينبغي تكثيف الجهود في مسار المفاوضات.

الجولة السادسة من المفاوضات تحت مجهر الترقب في ضوء المقترح الإيراني

أوضح فرجي راد أن “علينا الانتظار حتى يوم الأحد 15 يونيو/حزيران 2025؛ لنرى ما إذا كانت هذه المفاوضات ستُعقد أم لا. وإذا عُقدت، يمكننا حينها تقييم الوضع بشكل عام، رغم أن التقييم لن يكون دقيقا بالكامل، فقد أجرينا خمس جولات تفاوضية من قبل دون الخروج بنتائج دقيقة. ويجب أن نرى ما الذي سيحدث في الجولة السادسة بناء على المقترح الإيراني”.

وأفاد بخصوص المقابلة التي أجراها المبعوث الأمريكي في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف وِيتكوف، فقد قال فيها: “إنهم يفضلون عدم القيام بأي عملية تخصيب، لكنه أشار بشكل غير مباشر إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن مستوى معين من التخصيب. لذلك، علينا أن نرى ما الذي ستطرحه كل من إيران والولايات المتحدة هذه المرة”.

تحديد موعد آلية الزناد وسيلة للضغط على الفريق التفاوضي الإيراني

قال فرجي‌ ردا حول ما ورد في وسائل إعلام أمريكية بشأن احتمال تفعيل آلية الزناد في أوائل الصيف، إن الخطوط التي تُنشر في وسائل الإعلام هي متعمّدة من قبل الحكومات، وهي وسيلة للضغط، حيث يتم الإعلان عن مهل زمنية لإرغام الإيرانيين على اتخاذ قرارات أو للاستعداد للمفاوضات القادمة. 

وفي الختام أقرَّ فرجي راد بأنه “يجب أن ننتظر الجولة السادسة من المفاوضات؛ لنرى ما التصريحات التي سيُدلي بها الوسيط، والأمريكيون، ومفاوضونا. فإذا كانت إيجابية، فسنفهم أن المفاوضات ستستمر. أما الحديث عن الذهاب إلى مجلس الأمن في 23 يونيو/حزيران 2025 أو التلويح بمواعيد محددة، فلا يمكن الاعتماد عليه”.