- يسرا شمندي
- 70 Views
ترجمة: يسرا شمندي
ذكرت صحيفة “شرق”، في تقريرها الصادر بتاريخ 2 مايو/أيار 2025، أن المفاوضات الجديدة بين إيران والترويكا الأوروبية كانت مقررة ليوم الجمعة بتاريخ 2 مايو/أيار 2025 في روما، تليها جولة رابعة من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن يوم السبت 3 مايو/أيار 2025، إلا أن التطورات المفاجئة قلبت مسار الأحداث.
حيث أُعلن عن تأجيل المفاوضات الإيرانية الأمريكية لأسباب لوجستية، وتداولت تقارير عن احتمال تأجيل الاجتماع مع الأوروبيين أيضا، ما أدى إلى تغييرات غير متوقعة في جدول الدبلوماسية الإيرانية.
والجدير بالملاحظة أن هذه المستجدات ترافقت مع إقالة أو استقالة عدد من كبار مسؤولي البيت الأبيض، إلى جانب تصريحات لافتة من شخصيات مقربة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تحدثت عن محاولات داخلية لتقويض مسار التفاوض، ما زاد من توتر الأجواء السياسية في واشنطن.

إعلان تأجيل مفاوضات إيران والولايات المتحدة
أعلن وزير الخارجية العماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، يوم الخميس 1 مايو/أيار 2025، أن جلسة المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، التي كانت مقررة مؤقتا ليوم السبت 3 مايو/أيار 2025 في روما، ولقد تم تأجيلها لأسباب لوجستية. وأوضح أن “التواريخ الجديدة سيتم الإعلان عنها بعد الاتفاق بين الطرفين”.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن وكالة أكسيوس، وقبل الإعلان الرسمي، أفادت نقلا عن مصادر مطلعة، بوجود احتمال لتأجيل الجولة الرابعة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في روما. وكتبت هذه الوسيلة الإعلامية في تقرير منفصل، أن “هناك احتمالا لتأجيل الجولة الرابعة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في روما إلى الأسبوع المقبل”. كما أفادت “أكسيوس” نقلا عن مصادرها، بأن هذا التأجيل قد يؤثر على باقي البرامج الدبلوماسية في روما.
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، تأجيل المفاوضات، موضحا أن هذا القرار تم بناء على اقتراح وزير الخارجية العماني. وقال بقائي: “تم تأجيل المحادثات بناء على اقتراح وزير الخارجية العماني، وسيتم الإعلان عن التاريخ المحتمل لاحقا.” وأضاف أن الوفد الإيراني قد بدأ المفاوضات بنيَّة حسنة وإطار عمل واضح بناءً على المواقف المبدئية للبلاد وفقا للقانون الدولي في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية وإنهاء العقوبات غير القانونية.
في حين أكد بقائي أن “إيران أظهرت جديتها في استخدام الدبلوماسية لتحقيق مصالح الشعب الإيراني المشروعة والقانونية، ولإنهاء العقوبات والضغط الاقتصادي الذي يستهدف حقوق الإنسان ورفاه كل فرد إيراني، كما أظهرت عزمها على إجراء محادثات هادفة لتحقيق تفاهم عادل ومعقول ومستدام، وستظل ثابتة وقوية في هذا المسار”.
احتمال تأجيل مفاوضات إيران وأوروبا
إضافة إلى تأجيل مفاوضات إيران مع الولايات المتحدة، تم نشر تقارير حول احتمال تأجيل الاجتماع الثلاثي بين إيران والدول الأوروبية (بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا). وأفادت وكالة أكسيوس نقلا عن مصادر مطلعة، بأن الاجتماع بين إيران والدول الأوروبية، الذي كان من المقرر عقده يوم الجمعة في روما، من المحتمل أن يتم تأجيله. وأوردت الوكالة: “نتيجة لتأجيل مفاوضات إيران والولايات المتحدة، من المحتمل أن يتم تأجيل الاجتماع الثلاثي للدول الأوروبية مع إيران، الذي كان من المقرر عقده يوم الجمعة في روما”.
حتى الآن، لم يُؤكّد أو يُنكر أي مسؤول رسمي من إيران أو الدول الأوروبية هذا الخبر، ولم تُعلن أي تفاصيل إضافية حول الأسباب المحتملة لهذا التأجيل. ومع ذلك، أفادت وكالة أكسيوس نقلا عن مصادرها، بأن هذا التأجيل قد يكون مرتبطا بمسائل لوجستية تتعلق بمفاوضات إيران والولايات المتحدة
التطورات في البيت الأبيض: إقالة أو استقالة المسؤولين رفيعي المستوى
بالتوازي مع أنباء تأجيل المفاوضات، نشرت تقارير عن تغييرات في فريق السياسة الخارجية للبيت الأبيض. أعلنت شبكة فوكس نيوز يوم الخميس 2 مايو/أيار 2025، أن مايك والتز مستشار الأمن القومي لدونالد ترامب، ونائبه أليكس وونغ، تم “طردهما” من منصبيهما. وكتبت “فوكس نيوز”: “تم طرد مايك والتز ونائبه أليكس وونغ يوم الخميس”. ومع ذلك، قدمت شبكة “سي بي إس” رواية مختلفة، حيث أفادت بأن مايك والتز وأليكس وونغ سيستقيلان طواعية من منصبيهما. وكانت الشبكة قد أفادت سابقا باحتمال استقالة هذين المسؤولين.
وقد أعلنت وكالة بوليتيكو أن المبعوث الخاص لدونالد ترامب في غرب آسيا ستيف ويتكوف، قد يكون بديلا لمايك والتز في منصب مستشار الأمن القومي. وكتبت بوليتيكو: “ويتكوف قد يحل محل والتز”، ولم يتم نشر تفاصيل إضافية حول أسباب هذه التغييرات أو تأكيد رسمي لهذا التعيين.
تصريحات الشخصيات المقربة من دونالد ترامب حول المفاوضات
في أعقاب هذه التحولات، طرح بعض الشخصيات المقربة من دونالد ترامب تصريحات حول الجهود الرامية إلى تقويض المفاوضات مع إيران. وأعلن تشارلي كيرك، أحد الشخصيات البارزة في حركة مؤيدي دونالد ترامب، أن “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” تتولى قيادة حملة ضد ستيف ويتكوف.
وقال كيرك: “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات تقود العمليات ضد ويتكوف، هم علنا يطالبون الأشخاص في الحكومة بمحاولة تقويض برامج الرئيس ترامب ومنع التوصل إلى اتفاق مع إيران.” وأضاف: “القوى المناهضة لويتكوف تعارض حركة أمريكا أولا”.
في ضوء ذلك، بدأ ترامب جونيور، نجل دونالد ترامب، في تصريحات مماثلة، بالادعاء أن هناك مجموعات داخل الولايات المتحدة تعمل ضد المفاوضات مع إيران. وقال: “النيوليبراليون في الدولة العميقة يهاجمون ستيف ويتكوف؛ لأنهم يريدون تقويض السياسة الخارجية لوالدي، والحكومة تبحث عن حرب لا نهاية لها!”. هذه التصريحات تشير إلى التوترات الداخلية في معسكر مؤيدي دونالد ترامب بشأن نهجه في المفاوضات مع إيران.
مواقف إيران بشأن تأجيل المفاوضات
أكد إسماعيل بقائي، التزام طهران بالدبلوماسية ردا على تأجيل المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، وأوضح أن إيران دخلت المفاوضات بنية حسنة ووفقا لإطار عمل محدد، مشيرا إلى أنها تسعى إلى اتفاق عادل ومستدام. وقال بقائي: “منذ بداية المفاوضات، أظهرت إيران نية حسنة وحددت إطار عمل وفقا للمواقف المبدئية لبلادنا وفقا للقانون الدولي في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية وإنهاء العقوبات غير القانونية”.
وأضاف: «ستظل إيران ثابتة في هذا المسار بقوة وحزم». وأشار إلى أنه سيتم الإعلان عن تاريخ جديد للمفاوضات بعد التنسيق اللازم، لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل حول أسباب التأجيل أو الخطط المستقبلية.
وضع المفاوضات بين إيران وأوروبا
وفي الواقع، حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر أي بيانات رسمية من إيران أو الدول الأوروبية بشأن تأكيد أو نفي تأجيل الاجتماع الثلاثي مع الترويكا الأوروبية. وذكرت وكالة أكسيوس، التي كانت قد أبلغت عن الخبر في البداية، نقلا عن مصادر مطلعة، أن التأخير المحتمل في مفاوضات إيران وأوروبا قد يكون مرتبطا بتأجيل مفاوضات إيران وأمريكا، وأضافت الوكالة: “من المحتمل أن يتم تأجيل الاجتماع الثلاثي بين دول الترويكا الأوروبية وإيران، الذي كان من المقرر عقده يوم الجمعة في روما”.
ومع ذلك، فإن غياب التصريحات الرسمية من المسؤولين الإيرانيين أو الأوروبيين قد وضع حالة هذه المفاوضات في دائرة من الغموض، ومن المتوقع أن يتم نشر مزيد من المعلومات حول الترتيبات الجديدة لهذه المحادثات في الأيام القادمة.
التحولات الداخلية في الولايات المتحدة
إن طرد أو استقالة مايك والتز وأليكس وونغ من البيت الأبيض، إلى جانب التكهنات حول تعيين ستيف ويتكاف مستشارا للأمن القومي، جذب انتباه وسائل الإعلام، كما وصفت قناة “فوكس نيوز” والتز بأنه شخصية مناهضة لإيران وأعلنت أن طرده وطرد معاونته قد تم يوم الخميس.
ومن جهة أخرى، وصفت قناة “سي بي إس” هذه التغييرات بأنها استقالات طوعية وكتبت: “من المتوقع أن يستقيل مستشار الأمن القومي مايك والتز ومعاونه أليكس وونغ من مناصبهم”.
كما أشارت “بوليتيكو” إلى احتمال استبدال والتز بويتكوف، ولكن لم تقدم تفاصيل إضافية. وتأتي هذه التحولات، بالتوازي مع تصريحات تشارلي كيرك وترامب جونيور بشأن المساعي الداخلية لإضعاف المفاوضات مع إيران، في تعميق التوتر داخل المشهد السياسي بواشنطن.