بلدية طهران في مرمى الانتقادات.. أربع سنوات من الوعود ولا شيء يُنفذ

كشف موقع “دیده‌بان إیران” الإيراني، في تقرير له يوم الخميس 5 يونيو/حزيران 2025، عن سلسلة من الانتقادات الحادة التي تواجهها بلدية طهران بقيادة عليرضا زاكاني، على خلفية إخفاقها في تنفيذ عشرات الوعود التي أطلقتها منذ بداية فترتها قبل أربع سنوات.

كتب الموقع الإيراني “دیده‌بان ایران” أن أداء عليرضا زاكاني في بلدية طهران ليس على قدر من القوة يمكن الدفاع عنه، إلى الحد الذي دفع حتى داعميه في مجلس المدينة إلى الاستنجاد بخدمات فترة محمد باقر قاليباف في رئاسة البلدية، والدفاع عن منجزات جبهة الثورة، والتواري خلف إنجازات عهد قاليباف. فرغم أن وعود زاكاني، من استقدام خمسة آلاف حافلة و630 عربة مترو، إلى تحويل طهران إلى «المدينة النموذجية في العالم الإسلامي»، لم تُنفّذ، فإنّ مسؤولي البلدية يتشبثون بأي وسيلة للبقاء في مناصبهم.

وتابع أن داعمي زاكاني في مجلس مدينة طهران يدّعون أن المواطنين، عند فتحهم أبواب منازلهم، يلمسون خدمات البلدية. 

وهذه إهانة لوعي الجمهور، إذ إن الحد الأدنى من واجبات البلدية هو نظافة المدينة، لكن ضعف بلدية زاكاني في تنظيف الشوارع لم يثر فقط استياء المواطنين، بل إن أعضاء مجلس مدينة طهران انتقدوا مرارا مستوى نظافة المدينة، حتى أصبحت قذارة العاصمة موضوعا دائما في محتوى وسائل التواصل الاجتماعي.

58 وعدا لم يتم تنفيذها 

وكتب الموقع الإيراني “دیده‌بان ایران” أن بلدية طهران قدّمت ردا غير جاد على الانتقادات التي وجّهها أعضاء مجلس مدينة طهران، فقد أعدّ علي أصغر قائمي، عضو مجلس المدينة، في يوليو/تموز 2024، قائمة تضم 58 وعدا لم يتم تنفيذه من قبل زاكاني، وسلّمها إلى مهدي جمران، رئيس مجلس المدينة، بهدف متابعتها. 

وقال قائمي لمراسل “دیده‌بان”: «لقد قدموا لي ردا كان مضمونه غير جاد، أنوي إرسال رسالة لاحقة بهذا الشأن، لكن تقرر أولا عقد اجتماع قبل ذلك، ولم يُعقد حتى الآن، كما أن أيا من تلك الوعود الـ58 لم يُنفّذ بعد».

وأضاف أن ناصر أماني، عضو مجلس مدينة طهران، أجاب في مقابلة مع مراسل موقع “دیده‌بان ایران” عن أسئلة تتعلق بـ”وعود زاكاني”، وأكد قائلا: «المواطنون يشعرون بسرعة بالخدمات الحضرية، وقد اعتادوا في السابق أنه عندما يُطلَق وعد، فإنه يُنفّذ حتما، وخاصة في ما يتعلق بالمشاريع العمرانية التي كانت لها عدادات زمنية. 

فإذا لم يتم تدشين المشروع في الموعد المحدد، كان العداد يتحول إلى عدّ تنازلي سلبي، وعندما كان العدّ يُصبح سلبيا، كان المسؤول المعني يشرح للناس سبب فشله ويعتذر.

 أما في هذه الدورة من الإدارة الحضرية، فلم تحدث مثل هذه الأمور، وإذا لم يُنفّذ وعد، لم تُشرح أسبابه بوضوح وصراحة للمواطنين وأعضاء المجلس، بل إن أعضاء مجلس مدينة طهران تعرّضوا للملامة بسبب تذكيرهم بالوعود.»

وتابع أن كثيرا من وعود الدورة الحالية للإدارة الحضرية لم يتم تنفيذها، وأضاف: «لا نقول إن كل الوعود لم تُنفّذ، بل تم تنفيذ جزء بسيط منها، لكن مضى وقت طويل على بعض الوعود، وقد تكررت سنويا دون أن تُنفذ، منذ بداية هذه الدورة، قلت إنه يجب طرح وعود قابلة للتنفيذ، وإذا لم تُنفذ، علينا أن نشرح الأسباب للناس ونعتذر لهم.»

أداء البلدية

وذكر الموقع الإيراني “دیده‌بان ایران” أن عضو لجنة التخطيط والموازنة في مجلس مدينة طهران، ردا على سؤال حول ما إذا كان صحيحا ما قاله أحد أعضاء برلمان العاصمة بأن المواطنين يشاهدون خدمات البلدية بمجرد أن يفتحوا باب منزلهم، قال: «لقد قلت مرارا إن الناس يرون ثلاثة أشياء بشكل إلزامي:

 1) نظافة البيئة

 2) المساحات الخضراء

 3) وسائل النقل العام

عندما لا يكون هناك مترو، ولا تكون المدينة نظيفة، وتكون الأشجار ذابلة ويابسة، فإن الناس يقيّمون أداء البلدية بناء على ما يرونه، لا على أساس الشعارات أو المقابلات الصحفية، علينا أن نركّز على هذه الأمور الثلاثة. احكموا بأنفسكم: هل المساحات الخضراء، والنقل العام، ونظافة المدينة مرضية للناس أم لا؟ من ناحيتي، حين أتواصل مع الناس على أرض الواقع في الأحياء، لا أجد هذا الرضا».

وأضاف أن أحد أعضاء مجلس المدينة وضع فترة الـ12 سنة التي قضاها محمد باقر قاليباف في رئاسة البلدية، وفترة الـ4 سنوات لعهد عليرضا زاكاني في كفة، مقابل فترة الـ4 سنوات التي حكم فيها الإصلاحيون في كفة أخرى.

 وعلى الرغم من أنه لا شك في أن فترة الإصلاحيين لم تشهد تقدما ملحوظا في المدينة، فإنهم على الأقل لم يدفعوا المدينة نحو الخراب.

وتابع ناصر أماني في تعليقه على هذا الطرح مؤكدا أن «كما قيل مرارا، فإن الناس عقلاء وواعون وناضجون، برأيي، دعونا نترك مثل هذه المقارنات للناس، هذه المقارنات لا يقبلها المواطنون.

 في نهاية المطاف، يشعر ملايين الناس يوميا بخدمات البلدية، إذا قدمت البلدية خدمات، فلا حاجة للدعاية، المواطنون في طهران يرون أداء المديرين الحضريين، طهران تحتاج إلى ما لا يقل عن 5 آلاف حافلة.

 بعض المدن الكبرى مثل أصفهان ومشهد لبّت احتياجاتها، حتى ولو كانت 500 حافلة، نحن في هذه الدورة من الإدارة الحضرية وعدنا الناس بخمسة آلاف حافلة لنضيفها إلى أسطول النقل في طهران، لكننا لم نفِ بهذا الوعد، لماذا لا نجرؤ على الاعتراف بهذه الحقيقة والاعتذار من الناس؟»

انتهت السنوات الأربع

وكتب الموقع الإيراني “دیده‌بان ایران” أن ناصر أماني، في ختام إجابته عن سؤال مراسل “دیده‌بان ایران” حول ما إذا لم تكن هذه هي الحقيقة، أن وعود زاكاني كانت ستنتهي صلاحيتها لولا تمديد فترة هذه الدورة من الإدارة الحضرية، قال: «لقد انتهت سنواتنا الأربع، ونحن الآن في الوقت الإضافي.

 بعض الوعود لم تدخل حيز التنفيذ، علينا أن نعترف بهذه الحقيقة ونعتذر من الناس، إذا أُتيحت لنا فرصة خدمة إضافية لعشرة أشهر، فعلينا أن نبذل جهدا للوفاء بالوعود السابقة».