- دنيا ياسر
- 46 Views
ترجمة: دنيا ياسر نور الدين
تناولت صحيفة “سازندكي” الإيرانية الإصلاحية، في تقرير لها، الثلاثاء 13 مايو/أيار 2025، تصريحات عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، حول نتائج الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة في مسقط، مؤكدا تمسك إيران بالتخصيب وتحذيره من تفعيل آلية الزناد الأوروبية.
انطلاق الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة في مسقط
ذكرت الصحيفة أن الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات بدأت الأحد 11 مايو/أيار 2025، في العاصمة العمانية مسقط. وقد أكد بدر البوسعيدي، وزير الخارجية العماني، في وقت سابق عبر منصة “إكس” أنه، وبعد التنسيق اللازم مع الجانبين، تقرر عقد هذه الجولة في التاريخ المحدد.
كما ذكرت أن عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، وستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الشرق الأوسط، ترأسا وفدي بلديهما في هذه الجولة. وبينت أن تشكيل الوفد الإيراني لم يتغير عن الجولات السابقة، حيث ضم خبراء فنيين في المجالات القانونية والنووية والاقتصادية، وذلك وفقا لمحاور التفاوض.
وأوضح عراقجي قبيل مغادرته إلى عمان أن الفريق الفني الإيراني قد استقر في مسقط منذ وقت سابق، ليكون جاهزا للاستعانة به عند الحاجة، كما أن الطرف المقابل سيرافقه الفريق الذي يراه مناسبا.
تطور المباحثات وتقدم في تفاصيل الخلافات
تابع عراقجي موضحا أن “الجولة الرابعة كانت أكثر جدية ووضوحا من الجولات الثلاث السابقة، حيث انتقل الطرفان من النقاشات العامة إلى التفاصيل الدقيقة، ما زاد من صعوبة المفاوضات”. لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن المباحثات، رغم صعوبتها، كانت مفيدة، وأسهمت في تعزيز الفهم المتبادل بين الطرفين، واقتربت وجهات النظر حول العديد من القضايا الخلافية.
وأضاف: “قررنا مواصلة هذه المفاوضات، وتم التوافق على عقد جولة جديدة، غير أن تحديد الزمان والمكان ترك لوزير الخارجية العماني، نظرا لانشغال الطرفين وصعوبة تنسيق المواعيد. لكني أظن أنها ستعقد بعد حوالي أسبوع، تزيد أو تنقص يومين”.
رفض التناقضات الإعلامية الأمريكية
انتقد عراقجي التصريحات الإعلامية الأمريكية المتضاربة، قائلا: “للأسف، نسمع من الجانب الأمريكي، خاصة عبر الإعلام، مواقف متناقضة لا تسهم في نجاح المفاوضات، بل تعرقلها”. وأكد أن هذا السلوك كان موضع نقاش في هذه الجولة، وأن طهران تأمل في أن يتم تصحيح هذا المسار.
وبين أن إيران تلتزم بمواقف واضحة وثابتة، وتتوقع من الطرف الأمريكي أن يتعامل بالمثل، مشيرا إلى أن التمسك بالروايات الإعلامية المتناقضة غير مقبول وسيؤثر سلبا على سير الحوار.
وأكد: “في حال تكرار هذا الأسلوب، فإن إيران ستضطر للرد بالمثل”، مضيفا أن “الجانبين باتا أقرب في فهم هذه المسألة”.
رفع العقوبات والتخصيب محور المفاوضات
وفي ما يخص محاور التفاوض، أوضح عراقجي أن موضوعي رفع العقوبات والتخصيب يشكلان الركيزتين الأساسيتين في المفاوضات الجارية. وقال: “إيران تعتبر التخصيب حقا مشروعا غير قابل للتنازل، ومع أن من الممكن فرض قيود مؤقتة على أبعاده ومستوياته لبناء الثقة، إلا أن مبدأ التخصيب نفسه ليس مطروحا للنقاش إطلاقا”.
وأضاف: “نحن نفاوض من أجل رفع العقوبات، وهو أمر متفق عليه بين الجانبين”، مشيرا إلى أن “الاختلافات تقلصت بشكل كبير، والفهم المتبادل أصبح أعمق، ونتطلع إلى مزيد من التقدم في الجولات المقبلة”.
تحذير من تفعيل آلية الزناد
وفي موازاة هذه التصريحات، أطلق عراقجي تحذيرا عبر مقال نشره في صحيفة “لوپوئن” الفرنسية بشأن نوايا الدول الأوروبية لتفعيل آلية الزناد. وكتب في مقاله: “لقد حذرت إيران بشكل رسمي جميع الدول الموقعة على الاتفاق النووي من أن أي استغلال لآلية الزناد ستكون له تبعات خطيرة، أبرزها إنهاء الدور الأوروبي في هذا الاتفاق، فضلا عن تصعيد لا يمكن احتواؤه”.
وأشار إلى أن الدول الأوروبية الثلاث يجب أن تسأل نفسها لماذا وصلت إلى هذا الطريق المسدود، مضيفا أن “إيران تعاونت بشكل بناء مع الأوروبيين في الماضي، لكن مع غياب الإرادة السياسية من الجانب الأمريكي خلال الإدارة السابقة، انسحبت أوروبا تدريجيا من دورها البناء”.
وأردف قائلا: “بدلا من التكيف مع الواقع الجديد، انتهجت أوروبا مواقف تصادمية، وعللتها بذرائع مثل حقوق الإنسان أو علاقة إيران مع روسيا، ما أدى إلى تعطيل المسار الدبلوماسي لإحياء الاتفاق النووي”.
التزام بالدبلوماسية مع أوروبا
رغم ذلك، أكد عراقجي في مقاله أن إيران لا تزال ملتزمة بالمسار الدبلوماسي مع أوروبا، قائلا: “لقد دعوت أكثر من مرة لاستئناف حوار جاد مع أوروبا، وكان آخرها في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث اقترحت بدء تعاون يشمل القضايا النووية والمواضيع الأخرى المثيرة للقلق، مثل أوكرانيا”.
وأوضح أن المبادرة الإيرانية قوبلت بالصمت والتردد الأوروبي، لكننا ما زلنا منفتحين على الحوار. وأعلن عن استعداده لزيارة باريس وبرلين ولندن بهدف فتح صفحة جديدة في العلاقات، وهي مبادرة أدت إلى انطلاق محادثات تمهيدية بين مساعدي وزراء الخارجية”، واصفا هذه المحادثات بأنها “هشة لكنها واعدة”.

الولايات المتحدة: متفائلون بنتائج الجولة الرابعة
وفي المقابل، نقل موقع “أكسیوس” الأمريكي عن مسؤول أمريكي لم يذكر اسمه قوله إن الجولة الأخيرة أسفرت عن اتفاق لمواصلة المفاوضات من خلال لجان فنية”، وأعرب عن تفاؤله قائلا: “نشعر بالتشجيع إزاء نتائج هذه الجولة، ونتطلع إلى الجولة المقبلة التي ستعقد قريبا”.
كما صرح “جيمز بلر”، نائب رئيس شؤون الموارد البشرية في البيت الأبيض، لقناة “فوكس نيوز”، بأن الولايات المتحدة تأمل في تحقيق تقدم في هذه المفاوضات، وأن المبعوث ستيف وتكوف عبر بوضوح عن تطلعاته بشأن نتائج هذه الجولات.
وبين أن الرئيس ترامب أكد مرارا أن إيران يجب ألا تمتلك القدرة على إنتاج سلاح نووي”، وأضاف أن “وتكوف تحدث مؤخرا عن إمكانية امتلاك إيران برنامجا نوويا سلميا، وهو خيار مطروح للنقاش”.
وتابع بلر: “كل جولة من هذه المفاوضات تتضمن تفاصيل أكثر، ونأمل أن تكون الجولة الرابعة قد أسفرت عن نتائج إيجابية”.
مسقط: نهاية جولة بناءة وتطلع إلى جولة جديدة
وفي ختام الجولة، كتب وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، على حسابه الرسمي في منصة “إكس”: “اختتمنا جولة جديدة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في مسقط، وقد تضمنت أفكارا جديدة ومفيدة تعكس رغبة متبادلة في التوصل إلى اتفاق مشرف”. وأشار إلى أن الجولة الخامسة ستعقد بعد مشاورات الطرفين مع قيادتيهما.
من جهته، أعلن إسماعيل بقايي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عبر منصة “إكس”، أن الجولة الرابعة من المفاوضات كانت صعبة لكنها مفيدة، وساعدت في تعزيز الفهم المتبادل والسعي لإيجاد حلول واقعية للقضايا العالقة.
كما شدد على أن إيران لا تزال ملتزمة بحقها القانوني في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معاهدة عدم الانتشار النووي، وفي الوقت نفسه تواصل جهودها لإنهاء العقوبات غير القانونية واللاإنسانية المفروضة على الشعب الإيراني.